اخبار دولية

مميزات صاروخ “أوريشنيك” الروسي الذي دمر مصنع “يوجماش” الأوكراني 

تُعد الإجابة على هذا السؤال معقدة، بسبب عدم وجود تفاصيل وتكتم السلطات الروسية على مميزات الصاروخ، وعدم مراقبة موضوعية للانفجارات، ولا يوجد سوى مقطع فيديو واحد من كاميرا مراقبة خارجية. 

مميزات صاروخ “أوريشنيك” الروسي الذي دمر مصنع “يوجماش” الأوكراني 

 

الخبير في الشؤون العسكرية والقانون والقانون الدولي اكرم كمال سريوي

 

تُعد الإجابة على هذا السؤال معقدة، بسبب عدم وجود تفاصيل وتكتم السلطات الروسية على مميزات الصاروخ، وعدم مراقبة موضوعية للانفجارات، ولا يوجد سوى مقطع فيديو واحد من كاميرا مراقبة خارجية. 

 

من المعروف ان هذا الصاروخ الروسي هو نسخة مطورة عن الصاروخ РС-26 روباج (حدود) الذي من خصائصه أنه صاروخ باليستي متوسط المدى، يصل مداه إلى 6000 كيلومتر، الطول – 20 مترًا، القطر – 2 متر، حتمال الخطأ في اصابة الهدف تصل إلى 100 – 150 مترًا، الوزن – 36 طنا، (وفقا لمصادر أخرى يصل إلى 50 طنا)، وزن الرأس الحربي (شديد الانفجار) – 1.25 طن (يتكون من 4 كتل)، نوع الرأس الحربي:

عدة كتل توجيه فردية، التحكم: بالقصور الذاتي مع التصحيح عبر نظام التوجيه الروسي لمجموعة الأقمار الاصطناعية GLONASS

 

أما صاروخ “أورشنيك” فهو صاروخ بالستي متوسط المدى، يبلغ مداه 5500 كلم، ووفقاً لتحليل صور الانفجار، يتبين أنه كان محملاً بستة رؤوس، يبلغ وزن كل رأس قرابة الف كلغ من المتفجرات، أما الانفجار السابع الذي ظهر في مقطع الفيديو فمن المرجّح أنه ناتج عن انفجار ما تبقى من الحشوة الدافعة للصاروخ، كون المسافة التي اطلق منها الصاروخ قصيرة، ولم تستنفد كامل الكمية الموجودة في الحشوة الدافعة للصاروخ. 

 

يمكن تزويد الصاروخ برؤوس نووية، مشابهة لما هو مستخدم في صاروخ РС-26 ، والتي تبلغ قدرتها الاجمالية ما يعادل انفجار 1,2 ميغا طن. 

 

ووفق خبراء من صحيفة “يوميات الجيش” الروسية الذين قاموا بتحسين جودة الصورة ودقتها إلى أقصى حد ممكن، فتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن هناك أضراراً فادحة داخل المصنع الأوكراني. 

 

لكنها غير مرئية من الخارج بسبب طبيعة تأثير الرؤوس الحربية للصاروخ الروسي.

 

وأصابت الضربة معمل الصواريخ والورشتين، رقم 2 ورقم 58. 

 

وهي منشآت ضخمة الأولى بطول 567 والثانية 670 مترا، والعرض يصل إلى 130 متراً، وارتفاع يعادل مبنى مكون من عشرة طوابق. 

 

من الواضح تماماً أن الرؤوس الحربية لـ”أوريشنيك” اخترقت عدة منشآت. 

 

وبالنظر إلى السرعة الهائلة لسقوط الرؤوس الحربية التي تعادل حوالي 10 ماخ ( حوالي 3 كم/ثانية) فإن كل منها لديه طاقة حركية تعادل 215 كيلوغراماً من مادة “تي إن تي” وهذا يؤمن قدرة خرق كبيرة داخل التحصينات.

 

ويمكن القول إن مصنع “يوجماش” سقط عليه من خمسة إلى سبعة أطنان من المتفجرات، بسرعة تفوق السرعة التي يحلق بها الرأس الحربي لصاروخ “إسكندر” الروسي نحو الهدف والتي تبلغ 2100 م/ث.

 

ووجهت الطاقة المتراكمة في كل رأس حربي إلى مساحة صغيرة جدا، أي 30 × 30 مترا. وبالتالي، ومن دون تأثيرات خارجية، اخترقت الرؤوس الحربية عشرات الأمتار من الخرسانة والتربة ووصلت إلى البنية التحتية في مصنع “يوجماش” الأوكراني الذي بُني بشكل رئيسي تحت الأرض. 

 

وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة “يوميات الجيش” قالت:” إن هذا يثبت أن الضرر الرئيسي الذي تعرض له المصنع ليس من الخارج، بل من الداخل”. 

 

ومن المهم ملاحظة أن استخدام روسيا لهذا النوع من الصواريخ، الذي هو مخصص لحمل رؤوس نووية، بعد أن سمح حلف الناتو لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي، هو رسالة ردع قوية، تؤكد قدرات الجيش الروسي، واستعداده لكل الخيارات، بما فيها استخدام الصواريخ فرط صوتية المحملة برؤوس نووية، ضد قواعد حلف الناتو الموجودة في أوروبا، مع العلم أن المسافة بين روسيا وفرنسا هي بحدود 2000 كلم، و تبلغ 2500 كلم تقريباً حتى أبعد نقطة في بريطاني، وهذا يعني أن الصاروخ يمكنه الوصول إلى بريطاني في غضون أقل من 15 دقيقة. 

يبقى أن نشير إلى أن هذا الصاروخ، رغم هذه المميزات المتفوقة وقدرته التدميرية الفتاكة، يبقى بقدرة محدودة، إذا ما تمت مقارنته بصواريخ روسيا المرعبة، مثل سارمات RS-28 “الشيطان2” القادر على حمل عشرة رؤوس نووية، وقادر على تدمير دولة بكاملها.  

 

فهل من عاقل سيغامر باشعال حرب عالمية ثالثة؟ وماذا سيبقى بعدها من هذا العالم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »