الخداع الدبلوماسي كجزء من الحرب:هي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة….
كتبت الدكتورة ليلى نقولا
قال الرئيس الإيراني بزشيكان، أن وعود قادة أميركا والدّول الأوروبيّة بوقف إطلاق النّار، مقابل عدم الردّ الايراني على اغتيال هنية كانت كاذبة.
هي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة.
نذكر على سبيل المثال لا الحصر، الأمثلة التالية:
حرب أوكرانيا:
بوتين كشف للقادة الأفارقة أن أوكرانيا وروسيا توصلوا الى اتفاق سلام في تركيا، ربيع عام 2022، وانهم انسحبوا طوعياً من كييف ومحيطها كنتيجة للصفقة.
وبعدها تراجع الغرب وأوكرانيا عن الاتفاقية، وتمّ تسويق رواية غربية إعلامية تقول أن القوات الأوكرانية استطاعت أن تنتصر على الروس وتهزمهم وتطردهم من كييف ومحيطها.
إيران
بعد قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، أعلن البيت الابيض أنهم غير ضالعون ولم يكونوا
على علم بالضربة الاسرائيلية مسبقاً وهم غير مشاركين فيها، وهددوا بأنهم سيقفون الى جانب اسرائيل في “الدفاع عن نفسها”.
وبالتوازي بدأوا مساراً سياسياً مع إيران لضبط النفس وعدم الردّ على اسرائيل.
فهم الإيرانيون من المماطلة الأميركية وادعاءهم أنهم غير قادرين على اقناع نتنياهو بوقف الحرب على غزة، أن الأمر فيه خدعة، فقاموا بالردّ الشهير ليلة 13-14 نيسان/ابريل عام 2024.
لبنان
حصلت عملية اغتيال السيد حسن نصرالله وليلة القصف الجنوني على الضاحية الجنوبية في بيروت، بالتوازي مع مسار دبلوماسي بدأته الولايات المتحدة الأميركية
وقالت أن الاسرائيليين موافقين على هدنة مؤقتة لمدة 4 اسابيع في لبنان وغزة، تمهيداً لبحث مسارٍ سياسي ينهي الحرب في غزة ولبنان.
لكن، كما بات واضحاً الآن، كان الأمر مجرد خدعة تهدف الى إعطاء المجال لاسرائيل لترتكب جريمتها الكبرى في لبنان.
وعليه:
– قد تكون من مظاهر الحروب الجديدة، استخدام المسارات الدبلوماسية لخداع العدو وهو غير مسبوق تاريخياً.
-باتت الدبلوماسية في عصرنا الحاضر تبدو وكأنها آداة في حروب الجديدة، حيث تتم ممارسة التضليل من أجل إيهام الخصم بقرب التوصل
الى حلّ دبلوماسي وبعدها استغلال الفرصة للانقضاض عليه حربياً عسكرياً وتوجيه ضربات له بعدما يكون قد تخلى عن جزء من حذره، واستعدّ لمسار دبلوماسي سياسي للحرب.
لقد شهد التاريخ، توقيع اتفاقيات دبلوماسية كفرصة للتحضير والاستعداد لحروب جديدة، لكن أن تستخدم كوسائل في القتال، فهذا شيء جديد على عالم الدبلوماسية وسيقوّضها بلا شكّ.