تكرار الهجمات بالمسيرات الاوكرانية على مقاطعة موسكو ، جرأة ام حماقة ؟
عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية .
في الوقت الذي تصدر فيه تصريحات غربية عديدة عن ضرورة التوصل الى تسوية توقف الحرب تُرسل اميركا والدول الاوروبية المزيد من الاسلحة الى اوكرانيا
وخصوصا المسيرات الهجومية المتطورة لاستهداف الاراضي الروسية وآخرها الهجوم فجر اليوم الذي استهدف عدة مناطق في مقاطعة موسكو .
آخر التصريحات الغربية كان تصريح المستشار الالماني شولتس الذي دعا الى احياء المسار الديبلوماسي للتوصل الى حل بين روسيا واوكرانيا
حيث وصل الى طرح خطوة تتمثل بتنازل اوكرانيا عن اراضٍ لروسيا وانهاء الحرب .
– هذا التصريح يبدو ايجابيا في طرحه ولكن تزامنه مع استمرار الهجمات على الاراضي الروسية
يؤكد ممارسة الغرب لسياسة العصا والجزرة وهو ما لن تقبله موسكو ابدا
– ان استمرار الهجمات بالمسيرات على المقاطعات الروسية يؤكد نية الغرب الاستمرار
في مخطط استنزاف روسيا بعد ان تبين لهم استحالة تحقيق الهزيمة فيها .
– على المستوى العسكري لم تحقق المسيرات الاوكرانية اهدافا يمكن وصفها بالفاعلة .
– على المستوى المعنوي لا شك ان وصول بعض المسيرات الى احياء في موسكو يمكن اعتباره
جزءا من المعركتين الاعلامية والنفسية وله تأثير مباشر على المواطنين الروس في البعد المعنوي .
– مجرد وصول بعض المسيرات الى ضواحي موسكو يؤدي الى وقف حركة الطيران المدني لبعض الوقت وهذا ما يريده الغرب حيث لا يمكن اخفاء وقف حركة الطيران
وهو ما يندرج في التاثير مباشرة على الناحيتين السياسية والاقتصادية حيث يعتقد الغرب ان الضغط المستمر
في هذا الجانب قد يؤدي الى تليين الموقف الروسي ويؤثر في قرار القيادة الروسية لجهة القبول بمفاوضات تحت الضغط .
– موضوعيا ان هذه الهجمات بالمسيرات لا يمكن منعها بالكامل حيث غيّر سلاح المسيرات بالكثير
من مفاهيم الحرب ليس في روسيا فقط بل في كل ساحات الحروب
وبالتالي استطاعت موسكو التكيف مع الوضعية الجديدة وبدأت باتخاذ اجراءات تمنع مفاعيل نتائج هذه الهجمات في البعدين العسكري والسياسي .
– برأيي ان استمرار هذا الزخم بالهجمات التي يُستخدم فيها مئات المسيرات دفعة واحدة قد يعجل في اتخاذ موسكو قرارا برفع مستوى العمل العسكري
والانتقال تدريجيا الى وضعية الحرب والخروج من وضعية العملية العسكرية الخاصة
وهو تطور اذا حصل سيغير في شكل المعركة ونتائجها كليا .