الجيشان الروسي والسوري يحتفلان بعيد النصر باستعراض عسكري مهيب…
على إيقاع الخطوات الهدّارة فوق أرض قاعدة حميميم، سار الجنود الروس والسوريون احتفالا بالذكرى الـ 78 للنصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى.
وشمل الاحتفال الذي أقيم اليوم في قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية، عروضا عسكرية مميزة استحضرت ذاكرة يوم النصر وأحيت مشاعر الزهو بإرث عريق من ملاحم بطولية لشعب لا يعرف الخضوع ولا الاستسلام.
عروض تحاكي النصر
وأفادت مراسلة وكالة “سبوتنيك” في اللاذقية: “شارك في الاحتفال المركزي الذي أقيم في القاعدة، أكثر من 2000 عسكري سوري وروسي، إلى جانب عروض مميزة لمختلف صنوف الأسلحة الروسية العاملة في سورية”.
وحضر الاحتفال العماد علي محمود عباس، وزير الدفاع السوري، نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة، ومحافظي اللاذقية وطرطوس، بالإضافة لفعاليات شعبية ورسمية من الجانبين السوري والروسي.
وانطلق العرض العسكري، الذي استقبله قائد تجميع القوات الروسية العاملة في سوريا، العماد أول أندري سردوكوف، بحمل راية النصر وعلم روسيا الاتحادية، ومن ثم سارت طواقم العرض للقوات المسلحة الروسية والسورية على طول المدرج على أنغام فرقة عسكرية.
وقاد اللواء إيغور سمولي، نائب قائد تجميع القوات الروسية في سوريا، العرض العسكري الذي شاركت فيه أطقم مجموعة المراسم، حرس الشرف، قيادة تجميع القوات الروسية، فوج الطيران المختلط للمهام الخاصة، مجموعة المشاة، مجموعة المشاة البحرية، قوات المظليين، الشرطة العسكرية، عسكريات المجموعة الطبية للمهام الخاصة، الفوج المضاد للطائرات.
تي 34″ الأسطورية تحضر الاحتفال
وبعد استعراض الأطقم العسكرية للمشاة، تقدمت أكثر من 80 عربة العتاد العسكري في عرض للرتل الميكانيكي، حيث تصدرت الدبابة المتوسطة في الحرب الوطنية العظمى “ت-34” الأسطورية الرتل، وكأنها تعيد إحياء النصر على أرض قاعدة حميميم، تليها المركبة المتعددة الوظائف “دودج” مع الهاون 120 مم المنتجة منذ عام 1941.
وتم عرض العتاد والأسلحة الحديثة بواسطة المركبة المتعددة الوظائف “تيغر”، والعربة المتعددة الوظائف المدرعة “تايفون”، والعربة القتالية “ب ت ر -82 أ”، ودبابات “ت-90أ”، ومجموعة الصواريخ “اسكندر-أم”، بالإضافة لمرور أرتال السيارات من طراز “بيك آب” التابعة للجيش السوري.
ورافقت العرض العسكري، عروض جوية نفذها عتاد الطيران العسكري الروسي من حوامات “كا-52″، “مي-8أ م ت ش”، طائرة الاستطلاع “أن-30ب”، طائرة الإنذار المبكر الراداري، القيادة “أ-50و”، الطائرتين المتعددتي الوظائف من الجيل الرابع ++ “سو-35″، القاذفتين الفوق الصوتية “سو-24” ذات الجناح المتعدد الأوضاع، المقاتلتين القاذفتين من الجيل الرابع سو-34.
سردوكوف: الشعب السوفييتي استأصل “الطاعون البني”
وقال العماد أول أندري سردوكوف، في كلمة خلال الاحتفال نقلتها “سبوتنيك”: “أهنئكم بمناسبة الذكرى 78 للنصر العظيم، الذي يعتبر مزيجًا من الفرح والحزن والفخر بوطننا المجيد، وببطولات الشعب السوفيتي الذي حرر الشعوب من الطاعون البني”، مؤكدًا أن الجندي السوفيتي انتقم من النازيين لمعاناة الملايين من ضحايا وحشية العدو وعربدته.
وأضاف سردوكوف: “يحارب الجنود الروس الشجعان اليوم الفاشية في أوكرانيا كما فعل أجدادنا عام 1941، وتقديرًا لأفعال وذكريات المحاربين القدماء سنقوم باستئصال النازية بجميع أشكالها”.
وتابع: “نحني رؤوسنا أمام شهداء الحرب لكل مدافعي البيوت والشوارع وجمعية الخطوط الدفاعية للوطن، كما نحني رؤوسنا أمام شهداء معركة ستالينغراد ومعركة موسكو ومعركة كورسك ودنيبر. نحني رؤوسنا أمام ارواح شهداء الحصار في لينينغراد وشهداء مخيمات الموت للنازيين”.
عباس: القوات السوفييتية سطرت ملاحم النصر
بدوره، نقل العماد علي محمود عباس، خلال كلمة له، تهنئة الرئيس السوري بشار الأسد للأصدقاء الروس بمناسبة الذكرى الـ 78 للنصر على النازية، وتوجه باسم القوات المسلحة السورية بأحرالأمنيات بهذه المناسبة المجيدة، وقال: “نستذكر بكل اعتزاز مواقف البطولة والشجاعة التي وقفها الشعب الروسي الصامد في مواجهة العدوان النازي في الحرب الوطنية العظمى، وننظر بفخر إلى ملاحم البطولة والانتصار التي سطرتها القوات المسلحة السوفيتية دفاعا عن قيم الحق والعدالة والسلام”.
وأضاف عباس: “اليوم، تواصل روسيا الاتحادية تمسكها بثوابتها ومواقفها الداعمة لحق الشعوب في الحياة الحرة الكريمة، والمدافعة عن الأمن والسلم الدوليين، لاسيما في مواجهة الإرهاب العابر للحدود، وتابع: “أتوجه بالشكر لكم أيها الأصدقاء والأحبة، على الجهود الكبيرة التي تبذلونها منذ سنوات، والتضحيات والبطولات التي تجلّت في تعاوننا وعملنا المشترك، فكنتم الأوفياء للعلاقات التاريخية الوطيدة بين بلدينا الصديقين شعبًا وجيشًا وقيادةً”.
وأكد عباس أن وقوف روسيا إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب، ودعمها المستمر، لا سيما في مواجهة تداعيات الزلزال، أسهم في تعزيز صمود الشعب السوري في مواجهة الإرهاب والدمار والحصار، وفي تمكين الجيش العربي السوري من تحقيق الإنجازات المهمة في القضاء على الإرهاب.
زيدان: معركة واحدة على جبهتين
وقال رئيس فرع التوجيه السياسي والقوى البحرية ورئيس المكتب الإعلامي في المنطقة الساحلية، العميد علاء زيدان، في تصريح لـ”سبوتنيك”: “النصر الذي حققه الاتحاد السوفيتي سابقًا على النازية يتجدد اليوم من خلال محاربة سورية للإرهاب، ومحاربة روسيا الاتحادية للنازية الجديدة في أوكرانيا، وهذا يعد تأكيدًا على أنه لا يوجد خيار أمام الجيشين السوري والروسي سوى الانتصار في هذه المعركة، لأنها معركة واحدة على جبهتين مختلفتين هدفها إعادة التوازن للعالم من جديد، واحترام سيادة الدول، والانتصار لقيم الحق والعدل والدفاع عن الإنسانية”.
بدوره، قال العميد أيمن يزبك، قائد مجموعة العرض العسكري السوري المشاركة في احتفال عيد النصر، في تصريح لـ”سبوتنيك”: “هذه ليست المرة الأولى التي نشارك فيها الأصدقاء الروس بعيد النصر، وإنما هي المرة الثامنة على التوالي التي نحيي فيها ذكرى عيد النصر”.
وأضاف يزبك: “تعودنا من الأصدقاء الروس أن من يحمل شارة النصر على صدره ويطلق صيحته حليفه النصر دائمًا”، مشيدًا بدور محور المقاومة المتمثل في دول كل من روسيا وإيران والصين وجميع الدول المقاومة ضد المحور الارهابي.
وتمنى يزبك أن يتم الاحتفال العام القادم بعيد نصر آخر بشكل آخر ضد النازية الجديدة في أوكرانيا، وبجلاء آخر إرهابي عن الأرض السورية.
فاسيليفيتش: ذاكرة النصر الحيّة
حكايات نصر مغزولة بمشاعر فخر وكبرياء ومخبأة في صندوق الذاكرة الحيّة المتجددة عبر الأجيال لتكون الإرث الأغلى الذي يبعث دائمًا على الفخر بالأسلاف، إذ قال المتحدث باسم القوات الروسية في مطار حميميم، ديخكانوت فاسيليفيتش، في تصريح لـ “سبوتنيك”: “عيد النصر العظيم يذكرني بجدي، بيوتر يفغيني، الذي كان أحد أبطال الحصار في روسيا، الذين وصلوا إلى برلين وكان لهم دور كبير في تحرير العالم من النازية
وبفخر لا يخلو من الزهو، أشار فاسيليفيتش إلى انه يوجد في حوزة جده العديد من ميداليات الشجاعة والإنسانية والحرية.
لوكافا: النصر بدأ من سان بطرسبورغ
الذاكرة الحّية تعيد إنتاج الزهو نفسه بالأجداد الذين حققوا النصر، إذ قالت الجندية في الجيش الروسي كابينكا لوكافا ايكرفنا، المشاركة في العرض العسكري: “أنا من مدينة سان بطرسبورغ، المدينة التي فكت الحصار عن روسيا… عيد النصر بالنسبة لي هو عيد مميز لأنه يذكرني بأجدادي الذين حاربوا في الحرب العالمية الثانية، وانتصروا على النازية
المصدر :سبوتنيك