اخبار دولية
أخر الأخبار

تصاعد التوترات بين الجماعات المسلحة في إدلب: خلافات عميقة تهدد وحدة الصف

في وقت حساس تمر به الجماعات المسلحة في شمال غرب سوريا، تتصاعد التقارير عن خلافات داخلية متزايدة بين الفصائل المسيطرة على إدلب. هذه التوترات، التي تعود أسبابها إلى الصراعات حول تقاسم الموارد والمناطق، تهدد بتفكك التحالفات القائمة وتزيد من تعقيد المشهد العسكري والسياسي في المنطقة

تصاعد التوترات بين الجماعات المسلحة في إدلب: خلافات عميقة تهدد وحدة الصف

 

إدلب pravdatv 

في وقت حساس تمر به الجماعات المسلحة في شمال غرب سوريا، تتصاعد التقارير عن خلافات داخلية متزايدة بين الفصائل المسيطرة على إدلب. هذه التوترات، التي تعود أسبابها إلى الصراعات حول تقاسم الموارد والمناطق، تهدد بتفكك التحالفات القائمة وتزيد من تعقيد المشهد العسكري والسياسي في المنطقة.

 

وفقاً لمصادر ميدانية مطلعة، نشبت مؤخراً مواجهات بين عناصر من هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى كانت سابقاً متحالفة معها. هذه المواجهات، التي أُبلغ عنها في عدة قرى بمحيط إدلب، تشير إلى تصاعد الخلافات حول توزيع النفوذ والسيطرة على نقاط استراتيجية.

أحد شهود العيان قال: “الوضع على الأرض أصبح معقداً للغاية. هناك توترات بين الفصائل وصلت إلى حد الاشتباكات المسلحة في بعض الأحيان.”

 

خلافات حول النفوذ والسيطرة

يرجع العديد من المحللين أسباب هذه التوترات إلى تنافس محموم بين الفصائل للحصول على مواقع استراتيجية في ظل الضغط العسكري المتزايد من القوات الحكومية السورية وحلفائها.

هيئة تحرير الشام، التي كانت تحاول فرض سيطرتها الكاملة على إدلب، تواجه الآن معارضة متزايدة من جماعات مسلحة أخرى تعتبر سياساتها “استبدادية” و”غير شريفة.”

 

تشير تقارير إلى أن صقور الشمال والجبهة الشامية، وهما من أبرز الفصائل المعارضة لتحرير الشام، باتتا تشككان علناً في قيادة الهيئة وقدرتها على حماية مصالح الفصائل المتحالفة.

أحد المصادر الميدانية المقربة من هذه الجماعات صرح قائلاً: “تحرير الشام لم تعد تحظى بنفس الثقة التي كانت تتمتع بها سابقاً. قادتها يسعون لتحقيق مكاسب شخصية أكثر من خدمة التحالف.”

 

مخاوف من تصعيد داخلي

مع تصاعد هذه الخلافات، تزداد المخاوف من أن تتحول هذه التوترات إلى مواجهات مفتوحة بين الفصائل. في إحدى الحوادث الأخيرة، أُبلغ عن اشتباكات محدودة بين عناصر تحرير الشام ومقاتلي أحد الفصائل المحلية، أسفرت عن إصابات في صفوف الطرفين.

وعلى الرغم من محاولة القيادات التخفيف من شأن هذه الحوادث، إلا أن مصادر محلية تؤكد أن الأجواء متوترة للغاية وأن احتمال تصعيد أكبر لا يمكن استبعاده.

 

كما أعرب سكان محليون في إدلب عن قلقهم إزاء هذه التطورات، مشيرين إلى أن الخلافات بين الفصائل تزيد من معاناتهم وتؤثر على استقرار مناطقهم.

أحد سكان المدينة قال: “نحن نعاني من هذه الفوضى منذ سنوات، والآن يبدو أن الوضع يزداد سوءاً بسبب هذه النزاعات الداخلية.”

 

تداعيات على التحالفات الدولية والإقليمية

الخلافات بين الجماعات المسلحة في إدلب لا تؤثر فقط على الوضع الداخلي، بل تمتد تداعياتها إلى المشهد الإقليمي والدولي. تركيا، التي تعتبر الداعم الرئيسي لبعض الفصائل، تواجه تحدياً في إدارة هذه التوترات، خاصة مع تزايد الانتقادات لدورها في دعم تحرير الشام.

في هذا السياق، أشار محلل سياسي مقيم في إسطنبول إلى أن “أنقرة تجد نفسها في موقف صعب. إذا استمرت الخلافات بين الفصائل، قد تفقد السيطرة على المشهد في إدلب، مما سيؤثر على استراتيجيتها في سوريا.”

 

من جهة أخرى، يرى بعض المراقبين أن هذه التوترات قد تفتح الباب أمام القوات الحكومية السورية لاستغلال الوضع وتحقيق تقدم ميداني. ومع انشغال الفصائل بنزاعاتها الداخلية، قد تجد دمشق فرصة لتعزيز مواقعها في محيط إدلب.

 

ما الذي ينتظر إدلب؟

مع استمرار التوترات، يبقى مستقبل إدلب غير واضح. الخلافات بين الفصائل المسلحة تهدد ليس فقط وحدتها، بل أيضاً قدرتها على الصمود في وجه التحديات العسكرية والإنسانية التي تواجهها.

في ظل هذه الظروف، قد يكون سكان المنطقة هم الضحية الأكبر لهذه الصراعات، حيث يواجهون خطر النزوح مجدداً مع كل تصعيد جديد.

 

يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الفصائل المسلحة من تجاوز هذه الخلافات والحفاظ على تماسكها في مواجهة التحديات المشتركة، أم أن إدلب ستشهد مرحلة جديدة من الفوضى والانقسامات؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »