ايران والعالم….!
كتب د. نزيه منصور
عرّف العالم امبراطورية بني بهلوي زمن الشاه بشرطي الخليج، وكُلّف بحراسة مصالح الغرب في الشرق الأوسط، ومنح الكيان الصهيوني أوسع علاقات أمنية واستخباراتية وسياسية واقتصادية وعادى حركات التحرر والاستقلال وخاصة قضية فلسطين…!
وإذ في أواخر سبعينيات القرن العشرين وتحديداً في عام ١٩٧٩، انتفض الشعب الإيراني وخاض ثورة ضد نظام الشاه بقيادة الإمام الراحل والولي الفقيه الإمام الخميني رضوان الله عليه
فأسقط آخر امبراطوية في المنطقة وأسس أول جمهورية إسلامية تعتمد القرآن دستوراً، ومحمداً وآل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام مرجعاً
في كل شاردة وواردة، كما حددت أهدافها الاستراتيجية الوطنية والاقليمية والدولية وفقاً للنهج المحمدي الأصيل، وكان من أولوياتها فلسطين وعاصمتها القدس وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه ووطنه، وطرد المحتل.
وتحقيقاً لذلك، طردت ممثلي الكيان من السفارة في طهران وأعلنتها سفارة لفلسطين وسلمتها لمنظمة التحرير
وقطعت علاقاتها مع واشنطن وأطلقت عليها اسم الشيطان الأكبر، فما كان من الأخيرة إلا أن حرضت نظام صدام ومعه أتباع أميركا
على شن عدوان عليها استمر ثماني سنوات، وذهب انور السادت إلى الكنيست ووقع اتفاقية كامب دايفيد المشؤومة، وتبعتها كل من أوسلو ووادي عربة، وتحوّل العربان من مطيعي الشاه وبخدمته إلى أعداء للجمهورية الإسلامية….!
وواجهت طهران مؤامرات ومحاولات انقلاب لأكثر من مرة، وما زالت يد السيد القائد علي الخامنئي تشهد على ذلك ولن ندخل في التفاصيل.
كما حوصرت وفُرضت عليها العقوبات، كل ذلك بسبب دعمها وتبنيها للقضية الفلسطينية وتحالفها مع كل القوى المستضعفة في لبنان وسوريا واليمن والعراق، حيث ولد المحور ووحدة الساحات….!
اليوم تعيش المنطقة وعلى مدى سنة كاملة منذ طوفان الأقصى، عدواناً صهيونياً- أميركياً وبصمت عربي يحمل في طياته القضاء على هذه النهضة والرهان
على إقامة شرق أوسط جديد بالقتل والإرهاب والتدمير والتهجير، لكن هذا المشروع يواجه بإرادة وإيمان وتضحية من قبل المحور لم يسبق له مثيل في تاريخ الصراع مع العدو، والذي سيحدد مستقبل المنطقة…!
وإذ بالإعلام والأقلام المأجورة والمرتهنة تحرض على الجمهورية الاسلامية وتشن حرباً نفسية وتتهمها بالتخلي عن الحلفاء في غزة ولبنان واليمن والعراق، وتحاول إيجاد شرخ بين المقا.ومة وبيئتها
على وحدة الساحات، التي تقلق العدو ومن خلفه وتفشل أهدافه المعلنة وغير المعلنة، رغم حجم الجرائم والدمار والتقنية العالية المرفقة بالذكاء الاصطناعي
كل ذلك بفضل دماء الشهدا.ء والدعم الإيراني العسكري والمادي والمعنوي والسياسي.
كما أنها تمتلك صلاحية تحديد ساعة الصفر والحرب الكبرى وليس العدو ولا وسائل التحريض لأن القيادة الحكيمة والإرادة الصلبة هي صاحبة القرار
وإيران الإسلام صاحبة عهد وميثاق قامت وستبقى مرجعاً بقيادتها وشعبها وجيشها وحرسها
وكل إمكانياتها بتصرف المحور ووحدة الساحات، وأن ذلك تحدده الميادين وليس الأقلام والإعلام، وإن غداً لناظره قريب…!
التحية وكل التحايا إلى كل المرابطين في مواجهة الأعداء وإلى الأرواح التي انتقلت الى بارئها…..!
وعليه تطرح تساؤلات عديدة منها:
١- لماذا هذه الحملة التحريصية على إيران خاصة من أكل من خبزها وشرب من مائها؟
٢- هل تخلت طهران فعلاً عن الحلفاء؟
٣- هل انتهت الحرب وحقق العدو أهدافه؟
٤- من المستفيد من هذا التحريض؟
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »