اخبار دولية
أخر الأخبار

من في روسيا متعطش لإشعال الشرق الأوسط؟

بعد مرور ساعات على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) إسماعيل هنية، تم تنظيم جسر جوي بين موسكو وطهران. قامت طائرات نقل عسكرية روسية تابعة لشركة Gelix

من في روسيا متعطش لإشعال الشرق الأوسط؟

 د. سلام العبيدي

 

بعد مرور ساعات على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) إسماعيل هنية، تم تنظيم جسر جوي بين موسكو وطهران. قامت طائرات نقل عسكرية روسية تابعة لشركة Gelix

ومقرها مدينة بيرم في ما وراء الأورال، بعدة رحلات، آخرها في 5 آب / أغسطس، من مطار جوكوفسكي العسكري، بالقرب من موسكو ، إلى مطار الإمام الخميني الدولي في طهران.

لم يتم الإبلاغ عن أي شيء عن طبيعة الشحنة. ولكن يمكن الافتراض أن طائرات النقل العسكرية لم تنقل بطيخاً، ولكن شيئا أكثر خطورة.

توج الجسر بين روسيا وإيران بزيارة سكرتير مجلس الأمن وزير الدفاع الروسي السابق سيرغي شويغو إلى العاصمة الإيرانية ومحادثاته مع قيادة الجمهورية الإسلامية.

على هذه الخلفية، غصت وسائل الإعلام الروسية، التي يتمتع بنفوذ فيها “اصدقاء إسرائيل”

بمواد حول حتمية الصدام العسكري بين إيران والولايات المتحدة، في حالة وقوع هجوم من قبل إيران ووكلائها على إسرائيل.

تظهر هذه المواد بوضوح الرغبة الجشعة لمؤلفيها في رؤية منطقة الشرق الأقصى مشتعلة.

حتى كاتب هذا المقال تلقى عروضا لكتابة مواد مماثلة في وسائل الإعلام المحلية او منصات التواصل الاجتماعي.

الشيء الرئيسي المطلوب هو دق طبول الحرب في منطقة الشرق الأوسط. ليس من الصعب البحث عن السبب لماذا تريد بعض الأوساط في روسيا حربا كبيرة في الشرق الأوسط.

وفقا لمنطق المحرضين على حرب جديدة، فإن تورط الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين المحتملين في الصراع مع إيران يؤخر الإمكانات العسكرية والاقتصادية الكبيرة التي يركزها الغرب الآن على أوكرانيا ويعيد توجيهها لدعم إسرائيل.

في الواقع، فان جزء من النخبة الروسية ليبرالية الهوى مهتم بإنقاذ السفينة الغارقة لمجرم الحرب بنيامين نتنياهو وهزيمة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

بالنسبة لهؤلاء، فإن انتصار الجمهوري دونالد ترامب هو أهون الشرين.

وفي اعتقادهم، فأنه من الممكن التفاوض مع ترامب بشأن أوكرانيا. على المرء فقط أن يتذكر الدبلوماسية المكوكية لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بين واشنطن وكييف وموسكو.

ومن المناسب التذكير هنا بأن بودابست تؤيد تأييدا كاملا أعمال نتنياهو الإجرامية في غزة.

 

بالطبع، لا أحد يجادل في حق روسيا في أن يكون لها مصالحها الخاصة التي قد تختلف عن مصالح الدول الأخرى، بما فيها ايران، على سبيل المثال.

يفهم الإيرانيون هذا جيدا ويتذكرون أن روسيا تخلت عنهم من قبل عندما تباينت مصالح البلدين.

كان هذا هو الحال أيضا في قضية توريد أنظمة الدفاع الجوي إس-300 إلى طهران.

موسكو عطلت هذه الصفقة في حينها بضغط أمريكي اسرائيلي. يشار أيضا إلى الضغط الذي مارسته روسيا على ايران في سوريا لارغامها

على سحب خبرائها العسكريين وفصائل المقاومة بعيدا عن الحدود مع فلسطين المحتلة.

تثير تساؤلات المماطلة في توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة لمدة عشرين عاما بين البلدين. هذه الاتفاقية تنتظر التوقيع منذ أكثر من عام.

 

بعد الهجوم الشرس الذي شنته القوات الاوكرانية على منطقة سونجا في مقاطعة كورسك الروسية، انقلبت المعادلة على روسياً رأساً على عقب.

نجاح وحدات عسكرية أوكرانية في التوغل داخل الأراضي الروسية والسيطرة على منطقة يمر بها أنبوب الغاز الذي يصدر الغاز الروسي إلى المجر عبر أوكرانيا يعد صفعة قوية لموسكو ومكسباً للديمقراطيين الأمريكيين.

مرشحتهم كامالا هاريس ستسجل حتما نقاطا اضافية في رصيدها في المنافسة مع ترامب، الذي يريد البعض في روسيا أسوة برئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو أن يراه في البيت الأبيض مجددا. 

 

متى وكيف سترد إيران على اغتيال هنية، مسألة تقررها القيادة الإيرانية بما ينسجم مع مصالحها وأهدافها.

إذا التقت المصالح والأهداف الإيرانية والروسية فالخير يعود على الطرفين، واذا افترقا في بعض التفاصيل فعليهما اتقاء الشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »