اخبار روسيا
أخر الأخبار

منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: حضور “طالبان” ودول “عالم الجنوب” وغياب جماعي للعالم الغربي

منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: حضور "طالبان" ودول "عالم الجنوب" وغياب جماعي للعالم الغربي

منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: حضور “طالبان” ودول “عالم الجنوب” وغياب جماعي للعالم الغربي

 د. سلام العبيدي.

 تحت شعار “تشكيل عوامل نمو جديدة كأساس لعالم متعدد الأقطاب”، بدأت في سان بطرسبورغ – عاصمة الثقافة الروسية – أعمال منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي بنسخته السابعة والعشرين.

نحو 17 الف مشارك من 136 دولة يشاركون على مدى أربعة ايام في اكثر من الف وخمسمائة

فعالية اقتصادية وسياسية وثقافية تنظم في إطار هذا المنتدى

الذي انتزع بجدارة على مدى اكثر من ربع قرن تسمية “دافوس الروسي”

ليس فقط بسبب عدد المشاركين فيه فحسب، وانما بفضل الصفقات والاتفاقيات والشراكات

التي تعقد على هامشه. هذا العام من المتوقع ان تبرم صفقات بنحو 600 مليار روبل

اي ما يعادل 6,7 مليار دولار.

مفارقة السنوات الاخيرة، ولا سيما بعد بدء روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 24 شباط / فبراير عام 2022، هو التضاؤل التدريجي للمشاركة الغربية فيه ثم إنعدامها تماما بعد اندلاع القتال في أوكرانيا. اما مفارقة المنتدى بدورته الحالية فتكمن في مشاركة وفد رسمي من حكومة حركة “طالبان” الأفغانية على مستوى وزير العمل في جلسات المنتدى

ما يعني ترسيخا للتحول الجذري في موقف موسكو من هذه الحركة

التي لا تزال في لائحتي الارهاب الدولية والوطنية (الروسية).

موسكو تتصرف في هذه المسألة وفق القاعدة العربية القديمة “عدو عدوي صديقي”

تماما كما يفعل الغرب الذي جمع كل أعداء روسيا تحت الراية الأمريكية.

روسيا التي تخوض معركة شرسة ومفتوحة في أوكرانيا بدعم غربي غير مسبوق، تحاول اغتنام كل فرصة ومناسبة ومحفل لتشكيل تكتل دولي تجمع فيه كل أعداء الغرب.

هذا ما تحاول ان تفعله سواء من خلال الاتحاد الاقتصاد الأوراسي

او منظمة معاهدة الامن الجماعي او منظمة شنغهاي للتعاون او مجموعة “بريكس”.

اما الهدف فهو اقامة عالم متعدد الأقطاب. ومن هذا المنطلق تعمل روسيا

على ان يكون منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي متناغما مع الهدف المنشود – ارساء أركان العالم متعدد الأقطاب.

من التقاليد الراسخة في هذا المنتدى أن يتم اختيار احدى الدولة المشاركة كضيف شرف.

هذا العام وقع الاختيار على سلطنة عمان، كإشارة واضحة

إلى تعاظم اهتمام روسيا بدول الشرق الأوسط. على سبيل المثال

كانت الإمارات العربية المتحدة ضيف الشرف في منتدى السنة الماضية.

وقبلهما وقع الخيار على الجزائر ومصر وقطر والسعودية.

وكل سنة يشارك الرئيس الروسي في أعمال المنتدى، وعادة يجري لقاءات مع قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة ورؤساء تحرير ابرز وكالات الأنباء العالمية.

وهذه المرة سيلتقي رؤساء كل من بوليفيا وموزمبيق وجمهورية صرب البوسنة

ورئيسة البرازيل السابقة ديلما روسيف، التي تدير حاليا مصرف مجموعة “بريكس”.

وستكون للرئيس الروسي كلمة في الجلسة العامة للمنتدى.

وتظهر تجارب السنوات السابقة أن هذه الكلمات تصبح

عادة دليل عمل تهتدي به مؤسسات الدولة الروسية في عملها داخليا وخارجيا.

وكما افاد مساعدو الرئيس الروسي فان بوتين سيشرح رؤيته للوضع السياسي والاقتصادي في العالم ويعطي تقييما لأداء الاقتصاد الروسي في ظروف الحرب في أوكرانيا.

وهكذا فان منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي تعززت

مكانته ليس فقط كساحة لأنشطة الاقتصاد والأعمال وانما ايضا كمنصة سياسية دولية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »