اخبار لبنان

الجمعيات ، الجيل الجديد من الفساد اللبناني ! 

الجمعيات ، الجيل الجديد من الفساد اللبناني ! 

الجمعيات ، الجيل الجديد من الفساد اللبناني ! 

    محمد ناصرالدين 

 

    يتعافى الوطن ، بالمزيد من الفساد ، بالمزيد من المحاصصة و استنزاف مشاريع الاصلاح هو عنوان المرحلة الحالية من الحياة السياسية اللبنانية ، انه عصر السرقة بمفاهيم تستلطف الخزينة العامة . 

عجز التاريخ عن تحديد مكامن الفساد اللبناني ، فساد يأتيك بِزَي شريف

 بزَي الدين ، بزي الإنسانية ، فساد لا يلين لأزمة أو حرب ، لا يُفرّق بين قطاع وآخر

بين خزينة و أخرى ، كل الجيوب يريد وِصالها … 

السارق نفسه و هذه المرة التف على الخزينة العامة و المساهمات الخارجية ، مرتدياً زي جمعيات الاغاثة و الدعم و غيرها من المصطلحات التي تدغدغ الجانب الانساني للمواطن.

   للحكاية فصولها التي لا تنتهي ، فصول ابشعها تلك التي عنوانها “

نهش موارد القطاع التربوي” الذي نعول على اجياله ملامسة التنمية المنشودة .

الا ان الحقيقة المؤلمة أن هذا القطاع الذي يتعاطى و أبسط حقوق الأجيال علينا ،

تحول لما يشبع تنفيعات و محاصصة ، و بات الهدف التربوي أبعد ما يكون عن صانعي القرار.

بات إرضاء حيتان المال و الغرور الطائفي هاجس لا يفارق أي سياسة تربوية ، و بحجة اجلاء الركام

الذي خلفته جائحة كورونا ، تداعت جهات داخلية

إلى فتح صناديقها منتظرة هبات موعودة مخصصة لدعم قطاعات ما تبقى منها سوى الصدأ .

   إطلاق روزنامة تربوية صيفية شكلت حاجة ملحة لانتشال القطاع التربوي من الحضيض

حيث لامس التصنيف التربوي اللبناني مستويات مخجلة لا تليق بوطن الكتاب و الأدب . 

  لسبب ما اعتكفت وزارة التربية واجباتها بالإشراف المباشر على مشاريع إصلاح القطاع التربوي

و رفع مستوياته ، ليس لكونها الوزارة الرسمية المعنية بالتربية و التعليم

بل لأنها الأعلم بمشاكل مرافقها و مستويات طلابها

و العقبات التي تواجه سير العميلة التربوية .

خلفت الوزارة مقعدا شاغراً ، احتلته بغير احقية

جمعيات تصلح لإدارة مرافق تجارية لا تربوية . 

و ما عاد الصيف الهادئ فترة استجمام ، رائحة المال تفوح من أروقة المدارس و الثانويات 

و في قاموس الفساد اللبناني ، المال الحرام مرحب به في كل أوان 

لن تفر ليرة بعيداً عن المحاصصات و التنفيعات ، و ليذهب الهدف التربوي إلى الجحيم . 

اختلط السابل بالنابل ، و سرعان ما اتضح سوء التنظيم ،

فأوجد صناع القرار شروطا

لما يُعرف بالمدرسة الصيفية شروطاً

كيفما نظرت اليها توحي اليك بالعشوائية و فقدان من أوجدها للاهلية و الإختصاص . 

على سبيل المثال لا حصر ما الغاية من تأهيل معلمات

و معلمي الروضات بما يعرف بدورات التعافي ، هل اعطي البندقية لعامل الإطفاء أو الجندي ؟

لماذا الضبابية حول المؤهلات التي قد يُستدعى على اساسها استاذ ما إلى مثل هذه الدورات ؟ّ

 الامر لا يقتصر على عدم الاستعانة بالأشخاص المناسبين

بغية تحقيق الهدف التربوي المنشود 

إن وُجد ! تم ايضا ً تخفيض أجر الساعة لاساتذة المدرسة الصيفية

مع وضع شروط “مخيبة” للإستفادة من بدل النقل 

فشكلت المدرسة الصيفية عبء آخر على رُسُل العلم و المعرفة …

   استكشاف مشاكل التلاميذ ، و مواضع الضعف يبدأ من المدرسة نفسها

التي تحاكي مشاكلهم و يومياتهم ، و على هذا الاساس يتم وضع التقييم المناسب

الذي يوفر اقصى استفادة ممكنة من المشروع ، هذا المنطق غفل عنه أصحاب القرار

و استبدلوا التقييم المناسب بتقييم “هش” ، يشكل خطوة للوراء على الصعيد التربوي ! 

  السنة الاولى من المشروع شهدت تقديمات لأهالي الطلاب تسهيلاً لتأمين العدد المناسب

من التلاميذ و توسيع شرائح الإستفادة من تقديماته و هو امر ملح

في ظل الظروف المادية الصعبة التي تعاني منها الكثير من الاسر .

هذه التقديمات اختفت تباعاً ما شكل عائق امام الكثير من التلاميذ

من الاستفادة من هذا المشروع .

و التفسير الوحيد ان مخصصات

هذا المشروع بدأت تتخذ سُبُلاً مشبوهة !  

 تساؤلات لن تجد اجابات لها إلا في اروقة وزارة التربية و التعليم العالي ،

و كواليس عمل جمعية USAID المسؤولة المباشرة عن مشروع كتابي

و هو المشروع الذي يدير كل صغيرة و كبيرة بما يُعرف بالمدرسة الصيفية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com