في صحف اليوم: سقوط مشروع مواجهة فرنجية واستعانة باسيل بعون لم تنجح باحتواء الخلافات بتكتل “لبنان القوي”
أفادت مصادر مطلعة على الاتصالات الرئاسية لصحيفة “الجمهورية”، بأنّ “ما حصل في الأمس يجب التوقف عنده مليًا، لأنّه يختصر سقوط مشروع مواجهة ترشيح فرنجية، وبالتالي انفراد رئيس تيار “المردة” بصدارة المرشحين. وقد تجلّى هذا السقوط بحصول عدة أمور”.
ولفت المصدر إلى “عجز رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عن إثبات نفسه في الأمس، بأنّه صاحب اليد العليا في التيار، فإذا به يصطحب عمّه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون إلى اجتماع تكتل “لبنان القوي” مستقوياً به، من أجل فرض خطته التي تتجلّى بالتقاطع مع بقية الأفرقاء على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، فإذا بالبيان الصادر عن التكتل بعد اجتماع طويل نسبيًا، جاء خاليًا من ترشيح علني صريح لأزعور، ما يفسّر تغلّب وجهة نظر النواب الخمسة (الياس بوصعب، الان عون، ابراهيم كنعان، سيمون ابي رميا، اسعد درغام) التي تقول، إنّ التفريط بالتحالف مع “حزب الله” وفتح أفق العلاقة مع “القوات اللبنانية” هو خطر في حدّ ذاته، إذ انّ النتيجة ستكون خسارة حليف قوي وعدم القدرة على مجاراة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مسيحياً، حيث انّ التاريخ شاهد على ذلك”.
ولفتت مصادر الصحيفة، إلى أنّه “قد سبق لباسيل أن حسب خط الرجعة في حديثه امس الاول إلى جريدة “القبس” الكويتية، حيث كان لافتاً عدم ذكره لأزعور، وقوله انّ تقاطعاً على الاسماء حصل مع المعارضة، وانّ الاتفاق لم يشمل بعد طريقة الانتخاب والبرنامج، علماً انّ الاصول تقتضي وضع العربة خلف الحصان وليس العكس، اي من غير المعقول الاتفاق على الاسماء قبل الاتفاق على البرنامج”.
وأشارت إلى أنّه “عجزت المعارضة المتمثلة بصورة رئيسية بـ “القوات اللبنانية” و”حزب الكتائب” عن استدراج باسيل وأخذ موافقته على ترشيح ازعور، قبل دخول البطريرك الراعي إلى قصر الاليزيه، على الرغم من التنازل الكبير الذي قدّمته أمام جمهورها وقيادييها، وكان أن اتفقوا جميعاً على أن ينضمّ النائب جورج عطالله ممثلاً “التيار الوطني الحر” إلى اجتماع المعارضة عند الخامسة عصر أمس، ولكن هذا الامر لم يحصل”، مشيرًا إلى أنّه “لم يصدر أي موقف عن لقاء الاليزيه بين الرئيس الفرنسي والبطريرك الماروني”
وفي هذا السياق، قالت مصادر رافضة فكرة التقاطع مع باسيل، انّها “ترجح ان يكون ماكرون قد أقنع البطريرك الراعي بصوابية خيار فرنسا، ومن المستبعد ان يكون الراعي قد استطاع إيقاف المبادرة الفرنسية، إذ انّ الامور على المستويين الاقليمي والدولي قد قُضيت باعتماد خيار دعم فرنجية لرئاسة الجمهورية، عملاً بضرورة إحداث توازنات في الداخل اللبناني، وانّ ذلك جاء نتيجة المحادثات التي جرت على هامش قمّة جدة”.
وأوضحت مصادر الصحيفة، أنّه “لم يتبين على الإطلاق انّ ازعور قد وافق على مبدأ طرحه مرشحاً للمعارضة، لأنّ مصادر مطلعة على موقفه تؤكّد انّه سبق أن حاول استكشاف موقف الثنائي الشيعي، ولمس رفضاً منه لترشيحه، وبالتالي هو يرفض اليوم ترشيحه في مواجهة فرنجية، وهما من ابناء منطقة واحدة، على اعتبار انّ ما يُراد من ترشيحه ليس إيصاله، وإنما محاولة إسقاط ترشيح فرنجية”.
وكشفت أنّ “محاولات المعارضة التوحّد حول ترشيح ازعور بصبغة مسيحية، جاءت مستفزة للبيئة السنّية، نظراً إلى الحساسية المفرطة تجاه باسيل، كون ازعور هو مرشح باسيل الاول، وبالتالي، ارتكبت هذه الأحزاب المسيحية خطأ فادحاً في اعتبارها هذا الاستحقاق استحقاقاً مسيحياً بالدرجة الاولى، في زمن التسويات الاقليمية التي جمعت السنّة والشيعة في معادلة تصفير المشكلات”.
وتوقعت المصادر، ان يعود البطريرك الراعي إلى المربّع الاول بعد زيارته لفرنسا وسماعه توجيهات الرئيس الفرنسي، من أنّ على المسيحيين ان يكونوا جزءاً من الحلول في المنطقة، لا ان يخرجوا عنها لأي سبب من الاسباب. وهذا ما اكّد عليه الفاتيكان قبل اسبوع لباسيل، عندما دعاه إلى عدم الاختلاف مع “حزب الله”.
باسيل حاول ضبط النقاش الرئاسي داخل تكتل “لبنان القوي” بحضور عون..
وفي سياق الاستحقاق الرئاسي، أشارت صحيفة “الأخبار” إلى أنّه “أعطى حضور رئيس الجمهورية السابِق ميشال عون اجتماع تكتل لبنان القوي ثقلاً لهذا الحدث الأسبوعي. وهو كانَ، من دون شكّ، خطوة مدروسة لرئيس التكتل النائب جبران باسيل هدفت إلى ضبط النقاش، في ظل انقسام الآراء بينَ مؤيد للاتفاق مع قوى المعارضة في التوافق على اسم جهاد أزعور ومتحفظ ورافض، لكنها في الوقت نفسه ثبّتت وجود مخاض عسير داخل التكتل قد يصيبه في مقتل”.
ولفتت إلى أنّ “وقائع الجلسة أمس أكدت أن الاحتماء برمزية الجنرال عون وحدها لن يسعف باسيل، بل إن الخلافات تحتاج إلى إدارة حكيمة لاحتواء الشرذمة الحاصلة بالحد الأدنى. والدليل عدم خروج التكتل بقرار حاسم بشأن الملف الرئاسي وإبقاء النقاش مفتوحاً”.
وعلمت “الأخبار”، أن باسيل عقد في اليوميْن الماضييْن جلسات مع عدد من نواب التيار المُعترضين على ترشيح أزعور، شرح فيها حيثيات الاتفاق المُزمَع عقده مع قوى المعارضة، مشيراً إلى أن هناك “انسجاماً في الموقف مع حزب الكتائب حول فكرة طرح اسمين للتشاور بهما مع القوى السياسية الأخرى، وعدم حصر الخيار باسم الوزير السابق جهاد أزعور، إلا أن القوات اللبنانية رفضت الطرح ولا يزال الكتائب والنائب غسان سكاف يسعيان إلى إقناع سمير جعجع بالفكرة”.
وأفادت الصحيفة، بأنّه عند وصوله إلى ميرنا الشالوحي، سأل عون عن النائبين سيمون أبي رميا وآلان عون. اجتمعَ بالأول، بينما لم يكُن الثاني قد حضر بعد، إلى أن بدأت الجلسة التي توجه خلالها إلى النواب بأربع نقاط واضحة وحاسمة، بدأها عون بالقول إنه عمل خلال عملية التسلم والتسليم في رئاسة التيار على أن لا تكون هناك انقسامات وانشقاق، وأن أي خلاف في الرأي يجِب أن يحصل حوله نقاش داخلي لا في الإعلام ولا في جلسات عامة. ثم أشار إلى أن من يريد أن يترك التيار الوطني الحر فليتركه وحده، والتجربة أثبتت ما هو مصير الذين انفضوا عن التيار، مؤكداً احترامه الخيارات الخاصة لكن على “النواب أن يتذكروا بأنهم أتوا بأصوات التيار وعليهم أن يعملوا لمصلحة هذا التيار”. ومن دون أن يدخل في تفاصيل الملف الرئاسي، أعطى موقفاً ضمنياً من ترشيح أحد أعضاء التيار قائلاً إن “النظام الداخلي للتيار يقول بأن من يريد الترشح للرئاسة عليه أن يكون رئيس التيار أولاً، وعليه بالتالي أن يرشح نفسه لرئاسة التيار”.
وأشارت إلى أنّه بعد ذلك، بدأت مداخلات أعضاء التكتل وكانت أطولها للنائب سليم عون الذي استغرب كيف يمكن تسويق أزعور لدى جمهور التيار، “خصوصاً أننا أكثر من خضنا معركة ضد نهجه في الوزارة»، فضلاً عن أن «للتيار حلفاء ساعدوه في الانتخابات النيابية وهناك عدد من نواب التيار وصلوا إلى النيابة بسبب هذا التحالف، ولا يمكن اليوم أن ندخل في مواجهة معهم ونذهب للتحالف مع قوى لطالما عملت ضد التيار الوطني الحر”، إلا أن الرئيس عون قاطعه بطريقة توحي بإنهاء المداخلة. وبينما لم يُسجل للنائبين سيمون أبي رميا وألان عون مداخلات حادة، اعتبر النائب عون أن “تسمية أزعور ستمنع التيار من لعب دور بيضة القبان الذي كنا نطمح له، وسنكون في موقع المواجهة مع من نعتبرهم حلفاء لنا”، بينما أكد النائب إبراهيم كنعان أنه “لم يرشّح نفسه للرئاسة، وهو سمع بترشيح البطريرك الراعي له وتفاجأ وزاره شاكرًا”، مؤكداً “أنني لم أقد حملة ترشيحي ولم أتواصل مع النواب ولا مع السفارات ولم أقم بأي خطوة توحي بهذا الأمر”. أما النائب أسعد درغام فأوضح المواقف التي أعلن عنها وتقاطع موقفه مع ما قاله النائب سليم عون. وبينما توزعت الآراء بينَ مؤيد لترشيح أزعور ومتحفظ أو معارض، تحدث باسيل عن “اتفاق حصل مع المعارضة على ترشيح أزعور وأن العمل جار على إعلان مشترك بين كل الأطراف»، موضحاً أنه “ليسَ بالضرورة أن يتخذ القرار اليوم داخل التيار”، بحسب مصادر قالت إن “الجلسة بحضور الجنرال كانت أقرب إلى المصارحة والبحث في كل الخيارات”، وأن باسيل كانَ حريصاً على حضور نواب الطاشناق والنائب محمد يحيى، للنقاش في كل المواقف”.
الملف الرئاسي بين ماكرون والراعي..
وحول زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أوضحت مصادر اعلامية لصحيفة “الجمهورية” انّهما أعربا خلال اللقاء عن قلقهما العميق من الأزمة التي يمرّ فيها لبنان، والتي تفاقمت بسبب شلل المؤسّسات الذي أججه الشغور الرئاسي لأكثر من 7 أشهر، واتفقا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بلا تأخير، مؤكدة أنّ الرئيس الفرنسي عبّر للبطريرك عن دعمه للجهود المتواصلة التي يبذلها، ودعا إلى تضافر جهود كافة القوى السياسية لإنهاء المأزق السياسي في لبنان بلا تأخير.