كيسنجر في عامه الـ100 لا يزال دبلوماسيا يستمع إلى رأيه في مختلف أرجاء العالم
يحتفل السياسي الأمريكي المخضرم هنري كيسنجر، اليوم السبت بمرور مئة عام على ميلاده.
ويعتبر هذا الرجل أحد أكثر السياسيين الأمريكيين شهرة وإثارة للجدل، وهو بالذات كان المبادر والمنفذ الرئيسي للانفراج في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، والذي أدى إلى انخفاض التوتر العالمي.
وكان كيسنجر، من فتح الطريق أمام إبرام عدد من المعاهدات الهامة في مجال الحد من التسلح الاستراتيجي. وعلى الرغم من تقدمه في السن، إلا أنه لا يزال دبلوماسيا يُستمع إلى رأيه ليس فقط على جانبي المحيط الأطلسي، بل في مختلف أرجاء العالم.
ولد هنري كيسنجر في 27 مايو 1923 في ألمانيا لأسرة يهودية. كان والده مدرسا وكانت والدته ربة منزل. في أواخر الثلاثينيات، أضطرت الأسرة إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة بسبب الاضطهاد النازي، وكان الموت مصير جميع أقاربهم الذين بقوا في ألمانيا خلال الهولوكوست.
درس كيسنجر الفتى في المدرسة في نيويورك ثم توجه للدراسة في الجامعة لكنه لم يتخرج منها بسبب تجنيده في الجيش عام 1943. ولأنه كان يتقن الألمانية بطلاقة، تم فرزه إلى المخابرات العسكرية، حيث شارك في عملية تطهير المدن الألمانية من النازية، وشارك في مهام استطلاع على الجبهة الغربية. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حصل على رتبة رقيب وتم نقله إلى مكافحة التجسس في منطقة الاحتلال الأمريكي في ألمانيا. في عام 1947 عاد إلى الولايات المتحدة، وتخرج من جامعة هارفارد، حيث حصل عام 1954 على درجة الدكتوراه. وبقي يعمل في نفس الجامعة.
بدأ كيسنجر حياته السياسية، بالعمل في مجلس العلاقات الخارجية، وهي منظمة غير حكومية ذات نفوذ – وهناك عمل كخبير في الشؤون الأمنية لدى ثلاثة رؤساء أمريكيين – دوايت أيزنهاور، وجون ف.كينيدي، وليندون جونسون.
في 1965-1968، عمل كيسنجر في الخارجية الأمريكية، وفي عام 1969 أصبح مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي وفي عام 1973 – وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون (1969-1974). كيسنجر هو السياسي الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي شغل هذين المنصبين الرئيسيين في نفس الوقت في الإدارة الأمريكية. احتفظ بمنصبه في عهد الرئيس جيرالد فورد حتى عام 1977.
وبفضل براعة كيسنجر وجولاته المكوكية تم وقف الحرب بين مصر وإسرائيل ومن ثم توقيع معاهدة السلام بين الدولتين.
المصدر: نوفوستي