غالباً تكون إطلالة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي مؤشراً لحدث جديد، أو لايصال رسالة ما. فما هي الرسالة التي أرادها جنبلاط من إطلالته التلفزيونية أمس على شاشة LBC؟؟؟.
طرح جنبلاط عدة عناوين؛ من ضرورة التسوية الرئاسية، ورفض مرشح تحدٍّ، وغير ذلك وهي ليست بجديدة، لكنه أراد أن يبعث برسائل مشفّرة إلى الحلفاء والأخصام.
ومن أبرز رسائل جنبلاط كان جوجلة الأسماء المرشّحة للرئاسة، فهو استبعد مُرشّحي التحدي معوض وفرنجية، وأوضح أن هناك عقبات دستورية أمام وصول قائد الجيش، ولا موافقة من حزب الله على بعض الأسماء التي طرحها هو سابقاً، وغمز من قناة اسم الرئيس شبلي ملاط كرجل قانون واقتصاد وسياسة، وقد يكون مرشحاً توافقياً تدعمه المعارضة ولا يرفضه حزب الله.
وفي موضوع حاكمية مصرف لبنان فهو قال أنه لا يعرف المرشح الأبرز لهذا المنصب كميل ابو سليمان، لكنه أشاد بكفاءة جهاد أزعور، وفي ذلك أكثر من رسالة، أهمها إرضاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بتعيين أزعور حاكماً للمركزي، ومن المعروف أن باسيل يريد أن تكون له اليد الطولى بتعيين الحاكم الجديد.
أما رسالة جنبلاط إلى حزب الله فهي واضحة، حيث تضمنت دعوة إلى التسوية وعدم التمسك بمرشح لا يحظى بدعم مسيحي، والأهم دعوة الحزب إلى إعادة بناء الدولة، وذكّر الحزب بأنه لا يمكن إلغاء الآخرين ونضالات الحزب الاشتراكي، في اسقاط اتفاق ١٧ أيار، ودعمه لقضايا العروبة وحق الشعب الفلسطيني في أرضه، وأشار جنبلاط إلى اقتناعه بحتمية زوال إسرائيل ككيان مصطنع، واستحالة إلغاء فلسطين وشعبها العربي.
وفي حين رمى جنبلاط الكرة الرئاسية في ملعب الكبار “كما اسماهم” ، أوضح أن لا اختلاف بالرأي مع رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط، وأن المستقبل لتيمور، وهو يملك المساحة الكاملة من الحرية لاتخاذ القرار الذي يراه مناسباً.
وأكد جنبلاط على طرح اللقاء الديمقراطي لمبدأ التسوية الرئاسية.
ولم ينسَ جنبلاط أن يبعث برسائل الى الخارج، منتقداً التمسك الفرنسي بترشيح سليمان فرنجية، غامزاً من قناة شركة توتال، وكذلك المح إلى التخلي العربي عن الشعب السوري، مطالباً مجدداً بترسيم الحدود البرية، ومعالجة ملف اللاجئين السوريين وفق اطار ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الانسان، وبما يحفظ كرامتهم وعودتهم الآمنة، وذكّر باقتراحه منذ بداية الأزمة السورية، بإنشاء مخيمات لهم على الحدود.
وأثار جنبلاط نقطة هامة باقتراح دعوة المرشحين للرئاسة إلى عرض برامجهم أمام النواب، ليكون الانتخاب استناداً إلى برنامج واضح ملزماً للرئيس بعد انتخابه.
وأكد جنبلاط على ضرورة إجراء الانتخابات البلدية وافساح المجال أمام جيل الشباب للتجديد وتطوير العمل البلدي وكذلك أهمية انتخاب رئيس البلدية مباشرة من قبل الناخبين وليس من قبل أعضاء المجلس البلدي مع الحفاظ على الاعراف في التوزيع الطائفي في القرى المختلطة.
رسائل جنبلاط تضمنت حلاً قد يُبصر النور قريباً، رغم أنه رفض الافصاح صراحة عن هذا الاقتراح، ولم يتبنَّ أي اسم لأي منصب، كي لا يشكّل ذلك إحراجاً لأحد، والأهم كي يتجنب فيتوات النكد السياسي، خاصة من الذين يرفضون أي اسم يقترحه جنبلاط، معتبرين أن ذلك تدخل في شؤون طائفتهم، وأنهم يملكون حقاً حصرياً في اقتراح الأسماء لهذا المنصب أو ذاك، متجاهلين أن الشراكة الوطنية، تقضي بالأخذ برأي الشريك في الوطن.
أن تلك المراكز وإن تكن مخصصة لطائفة معيّنة، فهذا لا يعني أن تختاره طائفته منفردة، فهذا المسؤول يجب أن يشارك في اختياره كل اللبنانيين، وهو سيصبح في خدمة المصلحة الوطنية العليا، لكل الشعب وليس لفئة أو طائفة.