هكذا نجا مؤسس الاتحاد السوفيتي من محاولات اغتيال غريبة
فلاديمير لينين تعرض لمحاولات اغتيال عديدة عقب الثورة البلشفية وقد جاءت أبرزها على يد الناشطة السياسية فاني كابلان
أواخر شهر أغسطس/ آب 1918، تعرض مؤسس الاتحاد السوفيتي، فلاديمير لينين، لمحاولة اغتيال فاشلة كادت تودي بحياته، فخلال تلك الفترة، وجهت الناشطة السياسية، والعضوة بالحزب الاشتراكي الثوري، فاني كابلان (Fanny Kaplan) ثلاث رصاصات من مسدس برونينغ (Browning) نحو الزعيم السوفيتي بالقرب من أحد مصانع الأسلحة جنوب موسكو.
وعلى الرغم من نجاته من الموت، أصيب لينين برصاصة عند مستوى عنقه، وقد سببت هذه الإصابة لمؤسس الاتحاد السوفيتي مشاكل صحية رافقته لحين وفاته عام 1924.
إلى ذلك، لم تكن فاني كابلان الشخص الوحيد الذي خطط لقتل لينين. فمنذ نجاح الثورة البلشفية، تعرض فلاديمير لينين للعديد من محاولات الاغتيال الفاشلة.
محاولات الاغتيال بيناير/كانون الثاني 1918
مطلع شهر يناير/كانون الثاني 1918، تعرض فلاديمير لينين لإطلاق نار من مصدر مجهول أثناء تواجده بمدينة بيتروغراد (Petrograd)، وخلال هذه العملية، أصيب المسؤول الشيوعي السويسري الأصل، وأحد مؤسسي الشيوعية الدولية، فريتز بلاتن (Fritz Platten) بإصابة طفيفة.
وعلى حسب التحقيقات التي أجراها جهاز التشيكا (Cheka) الأمني، مثّل السياسي الليبرالي ديميتري شاخوفسكي (Dmitry Shakhovskoy) العقل المدبر لهذه العملية، فبالأسابيع التي سبقت الحادثة، رصد الأخير مبلغا قدر بحوالي 500 ألف روبل للتخلص من فلاديمير لينين.
ومن جهة ثانية، شكك عدد من المحققين في إمكانية تورط الوزير السابق بالحكومة المؤقتة نيقولاي نيقرازوف (Nikolay Nekrasov) بمحاولة الاغتيال الفاشلة، فمع نجاة لينين، عمد هذا الوزير السابق بالأيام التالية لتغيير لقب عائلته تزامنا مع فراره من البلاد.
وبعد نحو أسبوعين فقط، أفشلت قوات الأمن الروسية منتصف شهر يناير/كانون الثاني 1918 محاولة اغتيال أخرى ضد لينين، فعقب وشاية تقدم بها أحد المشاركين بمخطط الاغتيال، ألقت قوات الأمن القبض على عدد من المتورطين
موالون ومنشقون
ما بين يومي 10 و11 آذار/مارس 1918، تعرضت حياة فلاديمير لينين للخطر بسبب اندلاع اشتباكات مسلحة أثناء نقل العاصمة من بيتروغراد نحو موسكو. فبتلك الفترة، تنقل لينين على متن القطار، رفقة المئات من الجنود الروس والليتوانيين، نحو موسكو. وبإحدى المحطات بأوبلاست نوفغورود (Novgorod)، التقى قطار لينين بقطار آخر تواجد على متنه المئات من الجنود الروس المنشقين الذين فروا من جبهات القتال ضد الألمان بالحرب العالمية الأولى، وبهذه المحطة، اندلعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط العديد من القتلى وانتهت باعتقال أغلب الجنود المنشقين.
سطو مسلح
يوم 6 يناير/كانون الثاني 1919، تنقل لينين، رفقة شقيقته وسائقه، على متن سيارته نحو منطقة سوكولنيكي (Sokolniki) لزيارة زوجته بالمستشفى.
وفي الطريق، اعترضت عصابة قطاع طرق مسلحة، عرفت بعصابة كوزنيتسوف (Kuznetsov)، سيارة لينين، وأثناء عملية السطو هذه، أشهر قطاع الطرق أسلحتهم وطالبوا ركاب السيارة بالترجل لتفتيشهم.
وفي الأثناء، رفض لينين ذلك واتجه لكشف هويته الحقيقة لأفراد العصابة، وبسبب عدم نطقه لاسمه بشكل واضح، تجاهل قطاع الطرق كلام لينين وافتكوا منه وثائقه ومسدسه وسيارته.
مع اكتشافهم لهوية لينين بالوثائق، عاد رجال العصابة أدراجهم وبحثوا عن مؤسس الاتحاد السوفيتي لإعادة جميع المسروقات إليه، ومع فشلهم في العثور عليه، اتجهت عصابة كوزنيتسوف لمغادرة المكان محتفظة بكل ما سرقته من لينين.
لاحقا، طاردت قوات التشيكا أفراد هذه العصابة وتمكنت خلال شهر يوليو /تموز 1919 من قتل زعيمها المعروف بياكوف كوشيلكوف (