بري: موقف السعودية إيجابي ونحن بانتظار الحراك الخارجيّ بسبب التّصلّب الدّاخلي
ابدى رئيس مجلس النواب نبيه بري ارتياحه للمواقف المتّزنة والهادئة الّتي أطلقها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، معتبرا ان “لم يعطِ المتربّصين به أيّ ممسك عليه”، فقد بدا واثقًا وواضحًا كعادته فأكّد على الثّوابت الوطنيّة تحت سقف الوحدة الوطنيّة وتحدّث بلغة جامعة وواقعيّة تراعي الخارج وهواجسه والدّاخل وتوازناته.
وإذ عبّر عن انزعاجه من طرح مسائل شخصيّة كالسّؤال عن التّحصيل العلميّ لابن العائلة السّياسيّة والوطنيّة الضّاربة في تاريخ لبنان الحديث، مع العلم بالظّروف القاهرة الّتي رافقت نشأته، استعان برّي بالمخزون الشّعبي من تراث الأمثلة اللّبنانيّة: “العلم متل المكوى، إذا مرق على الحرير بيصقلو وإذا مرق على الجنفيص بِكَنفِش”.
وعند سؤاله عن سبب تشاؤمه، كما نُقل عنه أمس، اعتبر بري انه “|ربّما حصل التباس في تفسير كلامي، أنا لستُ متشائمًا ولا متفائلًا، بل متشائل”، معتبرا ان “الموقف الخارجي مطمئن وقد أبلغني الفرنسيّون بالمباشر بأنّ أجواء إيجابيّة باتّجاه الوزير السّابق سليمان فرنجيّة، ولكنّ توتّر الخطاب الدّاخلي والانقسام العمودي لا يبشّر بالخير، فالوضع الدّاخلي لا يحتمل مزيدًا من الفراغ، ونعم أخشى أنّ هناك من لا يريد انتخابات رئاسيّة لغايات شخصيّة”.
وتابع برّي: “نعم وبكل صراحة، نحن بانتظار الحراك الخارجيّ بسبب التّصلّب الدّاخلي، والّذي أوصلنا إلى هنا هم الّذين رفضوا الحوار سابقًا ويرفضون اليوم تقديم مرشّح جديّ لنذهب إلى المجلس ونهنّئ الفائز، بل ويهدّدون بتعطيل النّصاب”.
وإذ لم يفصح عن هويّة المتّصل الفرنسي الّذي أبلغه بإيجابيّة الموقف السّعوديّ، هل هو الرئيس ايمانويل ماكرون أو مستشاره باتريك دوريل، أكّد دقّة ما قاله فرنجيّة في مقابلته المتلفزة، فقد سمع الموقف نفسه بنفسه من الجهة نفسها، ولكن “ما زلت بانتظار خطوات عمليّة تترجّم هذه الأجواء الإيجابيّة بشكل ملموس على أرض الواقع”، فليس خافيًا ما للسعودية من وزن في الدّاخل اللّبناني، وثمّة إجماع داخليّ على ضرورة طمأنتها، وهناك كتل وقوى تنتظر الموقف السّعودي لتبني على الشّيء مقتضاه، وقد عبّر البعض منها عن ذلك بوضوح وصراحة.
وعن صديقه وليد جنبلاط واللّغط الّذي يدور حول موقفه العميق من الاستحقاق الرّئاسي، وعن صحّة التّحليلات الّتي ترى بأنّ جنبلاط أضاع بوصلة برّي هذه المرّة فافترقا، يختصر برّي الكلام بجملة واحدة: “أنا ووليد متّفقين ومش مختلفين ع شي”.
وراى بري ان “انتخاب الرّئيس مفتاح الحلول وكلّ الظّروف المحيطة بنا تشجّع على انهاء حالة الشّغور والبدء بعمليّة الإصلاح والنّهوض»” وعن تخوّف بعض المتابعين من احتمال أن تكون القوى المعارضة لخيار فرنجيّة تستند إلى موقف دوليّ وازن يرغب بتعكير الاتّفاق الإقليمي ينفي برّي هذه النّظريّة، فرئيس المجلس مقتنع بأنّ الهدوء في المنطقة مطلب دوليّ وإقليميّ، وأنّ المشكلة كانت وما زالت داخليّة.
وعن موقف التّيّار الوطنيّ الحرّ واحتمالات التّراجع عن سقفه العالي في مواجهة فرنجيّة والسّير بالتّسوية، رأى بري ان “الأمل موجود دائمًا”.