سوريا : خروج الرئيس بداية ازمات المنطقة
يقول بول فاليري :" لا تخسر أحدًا في نقاشٍ سياسي فاللعبة قذرة وأنت وهو لن تُغيّروا شيئًا لأن القرار بيد آخرين اتفقوا أو اختلفوا لن يهتموا لرأيك أو رأيه... حافظ على أصدقائك هُم أقرب إليك مِمّن تُدافع عنهم فالحرب مجزرة تدور بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض لحساب آخرين يعرفون بعضهم البعض ولا يقتلون بعضهم البعض ..."

سوريا : خروج الرئيس بداية ازمات المنطقة
د محمد هزيمة -كاتب سياسي وباحث استراتيجي
لم يكن الثامن من كانون الثاني يوما عاديا في سوريا صبيحة أحد خلط الأوراق من جديد ليس في حياة السوريين فحسب بل في المنطقة كلها طبقا لمى هو قادم
وما تخفيه المشاريع في لحظة دوليه صعبة ترسم معالم توازنات سياسية جديدة تبدل الخرائط ومعالم الحدود وشرع الابواب للمجهول في القادم من الايام تبعات أمنية عسكرية وسياسية وضعت سوريا على طاولة مشرحة دولية تتناتشها مصالح هي ابعد عن احتياجات الشعب السوري وحلمه في بناء مشروع دوله
يقول بول فاليري :” لا تخسر أحدًا في نقاشٍ سياسي فاللعبة قذرة وأنت وهو لن تُغيّروا شيئًا لأن القرار بيد آخرين اتفقوا أو اختلفوا لن يهتموا لرأيك أو رأيه… حافظ على أصدقائك هُم أقرب إليك مِمّن تُدافع عنهم فالحرب مجزرة تدور بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض لحساب آخرين يعرفون بعضهم البعض ولا يقتلون بعضهم البعض …”
طبعا هذا حال الشعوب أمام ما يجري في المنطقة كلها جبهات ملتهبة جمر تحت رماد، ونيران مشاريع تضرم في هشيم اوطان تحرق امم تفتك بمجتمعات، الخاسر الأكبر فيها الإنسان وهو الضحية، والمفقود الامان مصدر استقرار اكتر ما تحتاجه البشرية عامل امان واطمئنان يشكل معيار بناء ونهوض، يقود إلى التقدم والتطور ورفعة الانسان اذا ما اقترن بتمنية عمادها الاخلاق روحها العلم معيارها العمل ونبضها الصدق، تستثمر في الإنسان تخرجه من غيابه الجهل والتيه إلى حضارة البناء تجعل
من الشعب بنيان مرصوص بمواجهة عواصف مشاريع تقتات وتعيش على حساب شعوب متناحرة تدفع فاتورة باهظة، تغرق في شتات يفقدها انسانيتها، لتبقى ضحية على مسرح ليست فيه سوى أداة مجرد رقم بحرب يديرها الاذكياء وقودها الاغبياء
الخروج منها بطولة والتعامل معها يلزمه حكمة كبيرة تقطع دابر فتن ومأسى تجر ايام سوداء، لن ينجو منها أحدا وعي يفرز القادة يظهر معادن الرجال ، كيف الخروج من حريق ينهي غربق والحنكة إفساح المجال وورفعة باعطاء فرصة للعقل تذهب جحيم قادم لن يبقي حجرا ولا بشر أمام مؤمرة بحجم دول تعطلت معها لغة العقل بايديوجيات مضللة وطموحات قاتلة كما حصل في سوريا أمام هجمة كبيرة يشكل استمرار دمار الخاسر فيه سوريا وشعبها بعد أن خسرت موقعها السياسي وتقوض حجمها وضعف دورها ودخلت بمرحلة تهديد جغرافيتها البشرية والطبيعية جراء عواصف دولية بدأت حربا كونية تحولت أعاصير بتوقت تحركت فيه فوالق زلالزا سياسة وبدأت مؤشرات براكين حرب عالمية تنفس حممها في لحظة هي أقرب الاصطدام الكبير بين قوى العظمى بمعركة نهاية النظام العالمي القائم احادية القطب الاميركي أمام تكون نظام عالمي جديد تسعى القوى العظمى الناهضة له نظاما تعدديا بكون أكثر توازنا بعد إنهاك العالم بحروب وسباق تسلح وبرامج لو استعملت في تنمية الشعوب وتطويرها لكانت الكرة الأرضية كلها المدنية المدينة الفاضلة بحد ذاتها لكن مصالح القوى العظمى وطموحات الدول الناشئة تفرض البقاء في دوامة حروب وزرع ايديوجيات وتغذية حروب وتسعير جبهات تخدم سيطرتها وتبقي تفوقها وتسهم في استغلال شعوب لم يخلقها القدر عالم ثالث بل فريسة تنهشها مشاريع قاتمة السواد استوطنت المنطقة منذ عقود أفرزت ازمات وحروب أغرقت سوريا بوحول لا تشبه عراقة شعبها وتاريخه وثوابت قيادته التي أثبتت أمس حكمة وتجرعت خيار ليس سهلا لم نجده عند غيرها وافضلت وحدة سوريا وسلامة شعبها وأمن المنطقة العربية لحظة شعرت أن استمرارها استمرار لهجمة تكبر ككرة ثلج كل لحظة لمشاريع لا يعني لها عدد الضحايا بل كسب اوراق وزرع أوتاد كسب اوراق قبل الوصول لمعركة الضربة القاضية