الميدان: قوة المقاومة بتوازن الجبهات معادلة انتصار لبنان
فيما يشتد عصف المعارك على جبهة لبنان بمواجهة جيش العدو الاسرائيلي، ترتفع وتيرة المعارك ملاحم ميدانية تظهر قوة المقاومة وقدرتها على صد هجوم كبير على اكثر من محور، لفرق النخبة مدججة بأحدث أسلحة متطورة مدعومة بذكاء اصطناعي وانظمة معلومات رقمية عسكرية حساسة ...
الميدان: قوة المقاومة بتوازن الجبهات معادلة انتصار لبنان
د.محمد هزيمة -كاتب سياسي وباحث استراتيجي
فيما يشتد عصف المعارك على جبهة لبنان بمواجهة جيش العدو الاسرائيلي، ترتفع وتيرة المعارك ملاحم ميدانية تظهر قوة المقاومة وقدرتها على صد هجوم كبير على اكثر من محور، لفرق النخبة مدججة بأحدث أسلحة متطورة مدعومة بذكاء اصطناعي وانظمة معلومات رقمية عسكرية حساسة
مع أحدث دبابات مدرعة هي درة صناعة العدو الاسرائيلي “الميركافا” التي تسقط صريعة بنسختها الحديثة المعدلة والمعدة خصيصا لحرب لبنان، تحترق وتأخذ معها جنود لفظتهم ارض لبنان الوطن القوي بمقاومته التي خبرت إدارة المعارك وعرفت كيف تقهر أسطورة جيش قيل انه لا يقهر
مستفيدة من طبيعة الجغرافيا لتكتب التاريخ بحبر الدم ولغة النار على صفيح انتصار يولد من رحم جبهة ميدان صعب لمعركة حاسمة تقرر مصير حرب وتحسم مستقبل أمة ووطن تحمي حرية شعب صامد لم يمنعه هول مجازر زرعها العدو الاسرائيلي من الصمود والثبات
بيئة متيقنة من نصر ينبلج فجرا تشرق ملامحه من طيف وعد صادق على صدى صوت جولات ملاحم عصف معارك تحولت فيه ارض لبنان نارا تحرق جحافل جيوش العدو الصهيوني وقواته المتنوعة تصد فرقه والوية النخبة برا بحرا وجوا
حرب ضروس وميدان ملتهب عمليات كر وفر على حافة الحدود مع فلسطين المحتلة،بمسافة لا تتجاوز عمقها ثلاثة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، معتمدة استراتيجية استدراج العدو بتقدمه وسط مواجهات ضارية
والجهاز عليه لينسحب تحت تأثير ضربات مخلفا قتلى في معركة الدخول والانسحاب يستميت لتحقيق تقدم على الأرض يسجلة إنجاز عسكريا وهدفا يحقق له انتصار في حرب إبادة بدئها منذ أكثر من سنة في غزة وحكم عليها بالفشل منذ اللحظة الأولى
واكل مراكز الدراسات الدولية وحتى الصهيونية تؤكد أن استمرارها يشكل كارثة على الكيان بعد أن تحولت حرب استنزاف من الناحية العسكرية عكس بنية العقيدة القتالية لجيش العدو، بكياهنه المحاصر ورئيس حكومته تلاحقه مذكرات توقيف من محافل دولية كمجرم حرب ومعه وزير دفاعه المخلوع
يتبعهم سيل ملاحقات متوقع ان تطال قيادات عسكرية وأمنية كشفتهم معركة طوفان الأقصى اماطت اللثام عن وجه اسرائيل الحقيقي اسقطت سردية عاشت عقود من الزمن منذ لحظة تأسيس الكيان أنه واحة ديمقراطية وإسرائيل بحاله دفاع عن نفسها وهي تعمل للسلام
لينكشف معها زيف ديمقراطية الغرب وينفضح انحياز أميركا للجريمة باستمرار خط امتدادها العسكري لاسرائيل ودعمها السياسي وصولا إلى استخدام حق النقض في مجلس الأمن أمام قرار يطلب وقف النار واطلاق المعتقلين اي اسرى إسرائيل لدى فصائل المقاومة
في الوقت عينه عملت الإدارة الأميركية على تحريك مبادرته باتجاه لبنان بهدنة توقف الحرب وفق القرار الاممي ١٧٠١ الصادر منذ العام ٢٠٠٦ والذي التزمه لبنان منذ صدوره واسرائيل هي التي تخرقه
وفتحت حربها على لبنان وبدأت معركتها البرية ضمن سياسة الهروب الى الامام التي اعتمدها نتنياهو خوفا من مصير اسود ينتظره وملحقات قضائية داخل كيان غارق في بحر مشاكل يواجه جبال ازمات سياسية عسكرية وتركيبة حكومية هشة وهي اكثر تطرفا منذ نشأت الكيان
اضيف إلى سجلها فشل أمني في عمليه طوفان الاقصى وسجلت عجز عن تحقيق اي من إنجازات الحرب على غزة وانقادت للغرق في جبهة الشمال على الحدود اللبنانية مع المقاومة بمعركة صعبة ارتفعت فيها خسائرها البشرية من الجنود بقساوة وزادت نسبة المستوطنات
التي أفرغت من مستوطنيها دون تحقيق إنجاز بسيط يقدمه نتنياهو على طاولة المفاوضات، تنهي حرب أمام مشهد دام يقتل جنوده كل يوم، تحرق دباباتهم وينسحبوا تحت جناح النار ولهيب المواجهة خلف الحدود بصورة قاسية وموجعة لاسرائيل، بالوقت الذي تطال صواريخ المقاومة عمق الكيان وعاصمته ثبت معادلات استراتيجية بيروت مقابل تل ابيت وتصيب أهدافها العسكرية وتنزل المستوطنين
إلى الملاجئ بطريقة تصاعدية بمرحلة إيلام العدو وترفع عدد النازحين من مستعمرات الشمال كل يوم ،مع استمرار حصار قفل اهم مرافئه ادخل اسرائيل مرحلة انكماش اقتصادي تراجع فيها التصنيف الائتماني برغم حجم المساعدات الاميركية اللامحدود والدعم الغربي الكبير يضاف إليهم تسهيلات عربية كلها لم تمنع هجرة معاكسة
إلى الخارج تجاوزت عددها مليون مستوطن بعد تمزق المجتمع الصهيوني وفقدانه الثقة بحكومته والجيش الذي تلاحقه مع رئيس حكومة الكيان نقمة كبيرة على مستوى الشعوب وصلت لقلب جامعات أميركا وأوروبا قبل أن يتحول نتنياهو إلى مجرم مطلوب للعدالة الدولية
وهو الذي يتهرب من محاكمة داخلية، تعمل الإدارة الأميركية لتأمين مخرج له بعد صفعات ميدان الجبهة اللبنانية وهي عينها إدارة بايدن التي منت النفس بفرض شروطها على لبنان
وتغيير هويته السياسية لحظة طلبت فيها اعلان لبنان وقف إطلاق النار من جهة واحدة بناء لطلبها نقل إلى بيروت عبر دبلوماسي فرنسي وتحول مسعى أميركي بتعديل القرار ١٧٠١
باملاءات غلفت بما اصطلح عليه (١٧٠١+بلاس) والتدخل بالسياسة الداخلية للبنان بالتقاطع مع معارضة الداخل الذين أعلنوا تماهيهم مع العدو معولين على حربه لرسم استراتيجية تقلب الموازين تكرس انقلاب سياسي هو حلم يلازم اليمين اللبناني يخرجه
من كابوس المقاومة وصمودها وتفوفها بالميدان وتماسكها وطريقة إدارتها المواجهة تصاعديا أطلقت فيه الليلة الماضية أوسع هجوم على كيان العدو ردا على مجازرة بحق الأبرياء
بالوقت الذي لا زال فيه نتنياهو يناور في التعاطي مع وقف إطلاق النار مقابل عدم جدية الأميركي في حسم العملية إلا بعد ضغط الميدان
الذي تلقفته واشنطن وأوفدت الى اسراىيل قائد القيادة الوسطى لمناقشة هدنة مع نتنياهو الذي كان طلب ضمانات أميركية ليحمي نفسه وكيانه بالمستقبل
وهذا الطلب بحد ذاته يؤكد انتصار المقاومة وهو ثمرة الميدان وصمود الجبهة وقوة المقاومة التي تجاوزت صدمات وضربات عملت على معالجتها بسد ثغرات الماضي للانطلاق بمرحلة جديدة من إيلام العدو، وتثبيت معادلات قدرة المقاومة
وقوتها بصمود الجبهة “أسطورة” فرضت سقفا على الاسرائيلي فهمه الأميركي قبل نتنياهو الذي تحول جيفة بكل المعايير لم يجدي معه الهروب الى الأمام وتحول عامل كسب الوقت
واستمرار الحرب عبئا على كيان محاصر مكشوف غارق بحرب استنزاف وهو بمواجهة الشرعية الدولية، يقتات على الحماية الأميركية وقد تحول هما دوليا حتى على داعميه