الكاتب الصحفي والمحلل السياسي العارف بالله طلعت يكتب : فوز ترامب فى الانتخابات الأمريكية!!
عاد دونالد ترامب للبيت الأبيض بفوز غير مسبوق، ليصبح أول رئيس أمريكي يفوز بفترة ثانية غير متتالية منذ عهد جروفر كليفلاند.
وترامب في فترة ولايته الثانية سيزيد التعريفات الجمركية وسينسحب من اتفاق باريس بشأن تغير المناخ مرة أخرى.
وفيما يتصل بالتعريفات الجمركية كان الهدف الرئيسي لسياسة ترامب التجارية في ولايته الأولى هو الحد من العجز التجاري الأميركي.
ومن المرجح أن يركز على استعادة الصناعة المحلية كجزء من سياسته الصناعية.
من المتوقع أن يشهد الداخل الأمريكي تحسنا في ملفات الاقتصاد والهجرة تحت إدارة ترامب، التي تهدف لتحقيق استقرار داخلي أكثر.
ولن ينضم على الإطلاق إلى الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ بل وربما ينسحب من إطار العمل الاقتصادي للرخاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بقيادة اليابان والولايات المتحدة على أساس أنه لا يمنح الولايات المتحدة القدرة على الوصول إلى الأسواق الخارجية.
وفيما يتصل بالتحالفات العسكرية مع اليابان ودول أخرى من المرجح أن يطالب ترامب
بالمساهمة ماليا بشكل أكبر وأن يكونوا أكثر استقلالية في حين يفرض الضغوط والمساومات الصعبة على أمثال روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وغيرها من الدول .
وفي حين أعرب ترامب عن اهتمامه بالتوسط في وقف إطلاق النار في أوكرانيا، فإنه لم يذكر بالضبط كيف سيتعامل مع هذا الأمر.
الوضع الحالي داخل دائرة الرئيس ترامب يظهر تباينا كبيرا في وجهات النظر حول قضايا السياسة الخارجية خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والسياسات المتعلقة بشرق آسيا.
على سبيل المثال تدعو بعض الشخصيات المؤثرة في دائرة ترامب مثل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي السابق روبرت أوبراين إلى زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا.
في المقابل يعارض ذلك آخرون مثل كيث كيلوغ (مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس مايك بنس) وفريد فليتز (رئيس الأركان السابق وأمين مجلس الأمن القومي)، وآخرون إلى سحب الدعم. ومع عدم وضوح موقف ترامب المستقبلي في حال أعيد انتخابه.
فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي يمكن أن تتخذ إدارة ترامب الثانية موقفا أكثر صرامة تجاه الدول التي لا تنفق 2٪ من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع وقد تفرض قيودا على استدعاء الدفاع الذاتي الجماعي لتلك الدول.
أما في الشرق الأوسط، فمن المحتمل أن يزيد ترامب دعمه لإسرائيل ويقطع الدعم عن فلسطين إذ يعارض حل الدولتين.
أما في شرق آسيا فإن سياسة ترامب تظل غير واضحة.
فمن المتوقع أن يحافظ على استراتيجية غامضة ويستخدم تايوان كورقة ضغط دبلوماسي في المفاوضات التجارية مع الصين وربما ينخرط في مفاوضات حول ضبط الأسلحة مع كوريا الشمالية على افتراض امتلاكها أسلحة نووية.
من ناحية أخرى لا يزال معهد السياسة الأمريكية الأول الذي يمثل معسكر ترامب ويعارض دعم أوكرانيا غير محدد بشأن التعيينات الرئيسية بما في ذلك قائد فريق الانتقال الذي تم الإعلان عنه في أغسطس.
ومن المتوقع أن تظل التعيينات الرئيسية غير واضحة حتى بعد الانتخابات مما يجعل من الصعب التنبؤ بتوازن القوى بين الأطراف المختلفة في معسكر ترامب.
العلاقة بين الولايات المتحدة واليابان ستكون محورا أساسيا في السياسة الخارجية اليابانية بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.