اخبار روسيا
أخر الأخبار

بريكس ودورها في خلق بدائل لنظام العقوبات الغربية والتقليل من تأثيره

انعقدت مؤخراً فعاليات قمة "بريكس" في مدينة قازان، عاصمة جمهورية تترستان في روسيا. جاءت هذه القمة وسط تطلعات كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، خاصة في ظل التحديات العالمية المتزايدة. وقد تمثل الهدف الرئيسي للقمة في إيجاد سبل لحماية الدول الأعضاء من التحديات الاقتصادية والسياسية.

بريكس ودورها في خلق بدائل لنظام العقوبات الغربية والتقليل من تأثيره

الاعلامية والكاتبة المصرية علياء الهواري

انعقدت مؤخراً فعاليات قمة “بريكس” في مدينة قازان، عاصمة جمهورية تترستان في روسيا.

جاءت هذه القمة وسط تطلعات كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، خاصة في ظل التحديات العالمية المتزايدة.

وقد تمثل الهدف الرئيسي للقمة في إيجاد سبل لحماية الدول الأعضاء من التحديات الاقتصادية والسياسية.

ومن اللافت للنظر أن عدد الدول الأعضاء في “بريكس” قد زاد هذا العام إلى عشرة دول، حيث انضم خمسة أعضاء جدد هم السعودية، ومصر، والإمارات، وإيران، وإثيوبيا.

هذا الانفتاح على زيادة عدد الأعضاء يعكس رغبة الدول في توسيع التعاون وتعزيز دورها في النظام الاقتصادي العالمي، مما يتيح لها مزيداً من القوة والتأثير على المستوى الدولي.

تسلط القمة الضوء على أهمية العمل الجماعي والتعاون الاقتصادي بين هذه الدول، مما قد يسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتحسين ظروف المعيشة في الدول الأعضاء.

ركزت قمة “بريكس” على مجموعة من القضايا الحيوية، أبرزها الأمن الغذائي والطاقة، مع إيلاء اهتمام خاص لمنطقة الشرق الأوسط.

كان العنوان الرئيسي للاجتماع هو “بريكس والجنوب العالمي لبناء عالم أفضل بشكل مشترك”، مما يعكس رؤية الدول الأعضاء في تعزيز التعاون والتفاعل الفعال.

شارك في الاجتماعات 36 دولة، بما في ذلك 22 دولة تمثل أعلى مستويات القيادة، بالإضافة إلى قيادات 6 منظمات دولية. تمت مناقشة التفاعل بين دول الأغلبية العالمية في معالجة الأزمات الملحة، مع التركيز على تحسين بنية العلاقات الدولية وضمان التنمية المستدامة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة.

تأتي هذه النقاشات في ظل الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط، مما يعكس أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات المتزايدة وتحقيق الاستقرار والتنمية في هذه المنطقة الحساسة.

تمثل هذه القمة فرصة حقيقية للدول الأعضاء لطرح رؤاها وأفكارها حول كيفية العمل معاً لبناء عالم أفضل وأكثر استدامة في مواجهة التحديات الاقتصادية المتزايدة، مثل التضخم والركود في بعض المناطق، تسعى الدول الأعضاء إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بينها، مما قد يساعد في تقليل الاعتماد على الاقتصادات الغربية.

كما تتيح القمة للدول الأعضاء مناقشة سبل مواجهة الأزمات العالمية، مثل تغير المناخ والأمن الغذائي، بما يضمن استجابة جماعية فعالة لهذه التحديات.زيادة عدد الدول الأعضاء في “بريكس” يعكس رغبة الدول في تعزيز التأثير الجماعي في النظام الدولي، مما يوفر منصة للأصوات الناشئة من الجنوب العالمي للمشاركة بشكل أكبر في صنع القرار العالمي.

مع ارتفاع أسعار الطاقة والقلق بشأن الإمدادات الغذائية، تقدم القمة فرصاً للتعاون في مجالات الطاقة المتجددة والأمن الغذائي، مما يمكن أن يساعد في تحسين الاستقرار الاقتصادي في الدول الأعضاء.

في ظل الصراعات الجيوسياسية والنزاعات في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، تسعى “بريكس” إلى خلق توازن جديد في النظام الدولي، مما يعكس مصالح الدول النامية والناشئ.

القمة تعكس التزام الدول الأعضاء بتحقيق التنمية المستدامة، حيث يتم تناول قضايا مثل البيئة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية بشكل شامل.

بشكل عام، تمثل قمة “بريكس” منصة استراتيجية للدول الأعضاء لتنسيق الجهود والتعاون في مواجهة التحديات العالمية، مما قد يسهم في تشكيل مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للجميع.

نجاح قمة “بريكس” في تحطيم “عصا العقوبات الغربية” والقضاء على “الأحادية الأمريكية” يعتمد على عدة عوامل معقدة، بما في ذلك:

إذا تمكنت الدول الأعضاء من توحيد جهودها والتعاون بشكل فعال، فقد تكون قادرة على خلق بدائل لنظام العقوبات الغربية والتقليل من تأثيره. ولكن، يتطلب ذلك مستوى عالٍ من التنسيق والاستراتيجية المشتركة.

مع انضمام دول جديدة مثل السعودية ومصر والإمارات، يمكن أن يزداد تأثير “بريكس” في الساحة الدولية، مما قد يمنح المجموعة مزيداً من القوة والقدرة على مواجهة الضغوط الغربية.

إذا تمكنت “بريكس” من تطوير آليات اقتصادية بديلة، مثل نظم الدفع المستقلة أو تحالفات تجارية، قد تتجاوز الدول الأعضاء القيود التي تفرضها العقوبات الغربية.

ومع ذلك، يتطلب ذلك استثمارات كبيرة وتطوير بنى تحتية جديدة.
زيادة التعاون في مجالات مثل الأمن الغذائي والطاقة يمكن أن يخفف من الاعتماد على الأسواق الغربية، مما يزيد من قوة المجموعة.

هناك تحديات متعددة، مثل الاختلافات السياسية والاقتصادية بين الدول الأعضاء، والتوترات الجيوسياسية مع الدول الغربية، التي يمكن أن تؤثر على قدرة “بريكس” على تحقيق أهدافها.

في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية، قد يزيد الاهتمام بتوجهات “بريكس”، مما يساعدها في كسب دعم أكبر من دول الجنوب العالمي والمساهمة في تشكيل نظام دولي متعدد الأقطاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »