اخبار دولية
أخر الأخبار

يا رياضة، أحقاً انت السلام؟؟

يا رياضة، أحقاً انت السلام؟؟

يا رياضة، أحقاً انت السلام؟

د. سلام العبيدي

 

عبارة “يا رياضة! أنت السلام! تعود إلى مؤسس الألعاب الأولمبية، البارون بيير دي كوبرتان. فازت “القصيدة الرياضة” للنبيل الفرنسي بميدالية ذهبية أولمبية في مسابقة فنية نظمت في عام 1912، اي قبل عامين من الحرب العالمية الاولى. 

 

الشائع أن الرياضة تجلب السلام: ليس من قبيل المصادفة

أن جميع العمليات العسكرية في اليونان القديمة كانت تتوقف خلال المسابقات الأولمبية. 

 

يقول مؤسس الحركة الأولمبية في قصيدته: الرياضة تخلق سلاما عادلا ونزيها ومستمرا وقويا. العالم يتسع للجميع – الشيء الأهم أن تتحلى بروح قوية!

 

ما أشدنا حاجة لهذه الروح اليوم! 

ليس جديدا أن تستغل الرياضة كاداة سياسية. لم ننسَ بعد المقاطعة الجماعية الغربية للألعاب الأولمبية في موسكو في عام 1980.

تحججت واشنطن وأتباعها آنذاك بالتدخل العسكري السوفياتي في أفغانستان.

الاتحاد السوفياتي ودول المعسكر الاشتراكي ردوا على الصفعة الغربية

بعد أربع سنوات بمقاطعة أولمبياد لوس أنجلوس.

الصد والرد في كل الساحات الدولية بين العملاقين الأمريكي والسوفياتي

في زمن الحرب الباردة غدا شيئاً مألوفاً.

 

ما أشبه اليوم بالأمس!

 

تسييس الرياضة يتخذ أبعاداً غير مسبوقة. ملاحقة الرياضيين الروس

وحرمانهم من السباقات الرياضية يصبح ظاهرة عادية في العقد الأخير.

أولمبياد سوتشي الشتوي في عام 2014 يقاطع من قبل الغرب، بحجة أن روسيا تضطهد المثليين.

في الوقت نفسه يدعم الغرب إنقلابا دمويا في كييف

ليفتح صفحة جديدة في الصراع مع روسيا، ينتقل تدريجيا من ساحة السياسة إلى ساحة الرياضة.

بحجة الحرب في أوكرانيا، تستبعد روسيا، ومعها شقيقتها بيلاروسيا

من ميادين المنافسة في أولمبياد باريس. يستثنى عدد محدود

من رياضيين انفراديين من كلا البلدين، شريطة أن يثبتوا حيادهم تجاه الحرب الاوكرانية ويشاركوا تحت الراية الأولمبية.

يحاربون روسيا على حربها في أوكرانيا، لكنهم أنفسهم يذكون هذه الحرب بمد نظام كييف بالسلاح بلا كلل.

باريس التي ستحتضن ألعاب عام 2024 تبدو نفسها كساحة حرب اليوم.

ما زالت آثار المعارك بين الدرك والمناهضين للعولمة واضحة للعيان

في شوارع المدينة العتيقة وعلى جدران أبنيتها. نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة

في فرنسا وأوروبا تبشر بمعارك جديدة في شوارع باريس وغيرها من المدن الفرنسية.

إيمانويل ماكرون المهزوم سياسيا في بلده ينفق المليارات لانجاح الألعاب الأولمبية.

طموح مفهوم، لان الرياضة لم تعد مسابقة، بل أداة سياسية.

لكن الهواجس الأمنية تؤرق السلطات الفرنسية، التي تستنجد بقوات شرطية وأمنية لحماية الألعاب وتأمينها

بعد تهديد الدرك الوطني بالإضراب عن العمل خلال ايام المنافسات الرياضية.

حتى دولة قطر الصغيرة أرسلت فريقاً أمنياً إلى فرنسا.

لذا لا يستغرب سكان باريس عندما يرون آليات عسكرية قطرية في شوارع مدينتهم.

 

بحجة ضمان الامن اثناء تنظيم الألعاب الأولمبية يجري انتهاك حقوق فئات واسعة من المواطنين. أولى هذه الفئات اللاجئون الأجانب والغجر (النور) والمشردون.

 

لدى باريس ما يكفي من المال لإغراق أوكرانيا بالسلاح

لكن هل سيكفيها مالها لتأمين الألعاب الأولمبية، خاصة

في ضوء تهديدات إرهابية حقيقية لضرب فرنسا اثناء الأولمبياد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »