إيران و القنبلة الموقوتة
إيران و القنبلة الموقوتة التي ستنفجر عند العثور على رئيسي ...
إيران و القنبلة الموقوتة التي ستنفجر عند العثور على رئيسي …
ناصر زهير _رئيس وحدة الشؤون الدبلوماسية و الاقتصادية
قنبلة موقوتة ظهرت الأن في في إيران و مؤقتها مرتبط بإعلان وفاة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أو وجوده بوضع صحي لا يمكنه من القيام بواجباته، قادة إيران اليوم يقولون بأن غياب رئيسي لن يؤثر على الدولة كونه الرجل الثاني بعد المرشد خامنئي ولكن بالنظر الى الصراع المحتدم منذ سنوات بين الإصلاحيين و المتشددين فإن المسألة ستكون معقدة بشكل أكبر مما يدور في حسابات المرشد خامنئي و ولده السيد مجتبي خامنئي .
مسألة سيطرة الحرس الثوري و الباسيج القوة الضاربة للمرشد الأعلى
ستحسم أي صراع قادم وفكرة تأثير غياب رئيسي على تماسك النظام
و انهياره بشكل سريع و هذا ما تدركه الدوائر الدبلوماسية
و الاستخباراتية الدولية التي تعاملت مع التحركات الإيرانية على مدار العقدين الماضيين .
نحن الأن أمام ثلاثة سيناريوهات :
● الأول أن الحادث هو عرضي و طبيعي بسبب الأحوال الجوية .
●أن تكون إسرائيل و الموساد مسؤولين عن إسقاط طائرة
روحاني و قتل الرئيس الإيراني وقادة كبار من إيران .
● أن تكون عملية إسقاط طائرة خامنئي هي اعتيال بحسابات
داخلية تتعلق بالصراعات الداخلية خاصة فيما يتعلق بحالة
شبه الإجماع على أن يكون محل علي خامنئي و بالتالي إقصاء
إبنه مجتبي الذي يحظى بدعم الحرس الثوري و الباسيج و المتشددين .
السيناريو الأول يبدو بعيد عن الواقع نوعا ما بسبب المعطيات التي ترشح أكثر من فرضية تتعلق بالمروحيات المرافقة لمروحية خامنئي و أخبار عودتها سالمة لقاعدة إيرانية، بالإضافة الى مسألة الشكوك الكبرى حول مسار الطائرة و انطلاقها بظروف جوية صعبة وكثير من علامات الاستفهام .
السناريو الثاني يبدو الأكثر تعقيدا حول احتمالية استهداف الموساد
و إسرائيل و مسؤوليتهم حول إسقاط طائرة خامنئي ردا على
عملية السابع من أكتوبر و المسؤولين عنها و مسألة تصفية
كل المسؤولين عن العملية وداعميها وهذا ما تعهد به الموساد الإسرائيلي
ولكن المسألة معقدة لأن إسرائيل لديها مستنقع سياسي ضحل
الأن بين نتنياهو وغانتس بالإضافة الى مسألة الخلاف مع واشنطن حول رفح
وبالتالي المسألة ستكون معقدة في فتح جبهات جديدة للحرب خاصة
و أن إيران ستكون محصورة في الزاوية حول حتمية الرد القاسي
على مقتل رئيس البلاد الذي يمثل أعلى سلطة في الدولة أمام العالم .
إلا إذا كان نتنياهو وقادة الموساد اختاروا الهروب الى الأمام و خلط الأوراق من أجل وضع إسرائيل و المنطقة على صفيح التأهب الأقصى و بالتالي سيتحرر نتنياهو من كل الضغوط الداخلية من أجل خوض الحرب الكبرى مع إيران و ميليشياتها في المنطقة .
السيناريو الثالث يتعلق بمسألة الصراعات الداخلية في إيران
وتصفية خامنئي وهذا السيناريو يبدوأيضا معقدا لأن خامنئي
و المتشددين يمتلكون القوة الفعلية وهي الحرس الثوري و الباسيج
وبالتالي لا يخشون من فقدان السلطة لصالح رئيسي أو أي شخصية أخرى
كما أن مسألة الصورة التي تقول بأن الرئيس الإيراني قتل
بهذا الشكل ستكون مهينة جدا لطهران وقيادتها، كما أن خيارات
الاغتيال قد تكون أقل تكلفة خارجيا على إيران .
ولكن نقطة قوة رئيسي بين المتشددين خاصة أنه محسوب عليهم ولديه قوة داخل الحرس الثوري على الرغم من ميل الكفة نحو مجتبي خامنئي ولذلك هناك خشية من الإجماع عليه بعد موت علي خامنئي وقد يكون التوقيت الحساس فرض ضرورة تصفية رئيسي في الوقت الحالي .
وبالتالي جميع السيناريوهات ستكون معقدة بالنسبة لإيران
و بالتالي يجب على المنطقة و القوى الإقليمية و الدولية الاستعداد
لضبابية كبيرة في تصرفات إيران و عمليات انفلات في سياسة عمل الميليشيات
بالإضافة الى المساومات التي ستقوم بها السلطة الجديدة
في طهران لتثبت نفسها على خارطة القوى الدولية و أنها يتحصل
على دعم و تأييد الحرس الثوري و المتشددين في إيران.