حين كتب محمود درويش هذه العبارة “ويبقى مكانك فارغاً وفراغك أجمل الحاضرين”
لم يكن يطلب بديل يملئ فراغ من رحل لإنه ما زال حاضرا رغم الغياب…..
١٣ أيار ٢٠١٩ يوم مسجل في ذاكرة الرحيل وفي رأس اللائحة
مدون إسم شخص لا لقلب له ، فهو كل ألقاب يكفي ان تقول
“رفيق نجم ” ما أعظم أن يختصر إسمك كل التعاريف .
ونحن نبحث في أوراق رفيق ومخابئه السرية التي خبئ فيها أحلامه
وهمومه واوهامه والكثير الكثير من أفكاره المدونة بحبر لم يجف بعد ،
وجدنا قصاصة لمجلة الحسناء اللبنانية ، ورقه ممزوقة بعناية
من أوراق الحسناء عليها صورة لرفيق بشعره الكثيف الأشعث
ولحيته الكثة، وعينان ينظران إلى مستقبل هو فيه النجم .
صفحة ٥٦ من المجلة الغير معروف عددها وفي عامود مخصص للمقابلات الفنية يقول رفيق تحت عنوان “للكاميرا
حضورها القوي “بأنه لا يؤمن بالعمل التلفزيوني ” هو إبن المسرح بكل فصوله ، نجيب بالنسبة لبكرا شو ،واحد المجانين العقلاء
جدا في فيلم أميركي طويل ، لم يكن شخصية العابرة
بل بطل الخشبة وكاتب نصها ومحرك أنفاسها، والماسك بخيوطها.
في المقابلة مع الحسناء وعلى ورقتها الصفراء أجاب عن كيفية التعامل مع إدواره، بأنه يشعر بالمسؤولية وأشار إلى أن من يفتقرون إلى الأرضية الثقافية يقولون عنه أنه لا يجيد التمثيل .
من قربنا لرفيق نؤكد على أنه حقا لا يجيد التمثيل بل يرتدي الشخصية
ويصنعها فيخرجها من دائرة التمثيل إلى الواقع فهل أحد
منا يشك بأن نجيب هو شخصية حقيقة نجدها في الشارع والقهى والسوق ؟؟؟
رفيق بلغ عامه الخامس في عالم خارج هذا العالم الذي ما اتسع لنجمه الساطع ، من المؤكد انه يخطي خطواته الأولى نحو الضوء ليعود ويسلمنا أوراقه ودفاتر واقلامه
فكانت رسائل إلى شباب لبنان وكيمونة بيروت والكثير
من الأفكار المبعثرة وخربشات بين سطورها تقرأ استشراف لمستقبل أتى ربما لن نكون فيه .
إلا أن للرفيق مكان في ذاكرة كل الأماكن والمسارح وأزقة بيروت الجميل وحقول الرملية،
رحل النجم رفيق بشيبته
وما زال حيا في شبابه على أوراق الحسناء .