اخبار دولية
أخر الأخبار

المخابر الأمريكية السرية للأسلحة البيولوجية!

المخابر الأمريكية السرية للأسلحة البيولوجية!

الجزء الأول:

بقلم آصف ملحم

 

ظهرت، في السنوات الأخيرة، عدة تقارير صحفية، كان آخرها ما نشرته الصحفية البلغارية ديليان غايتانجييفا في مركز أبحاث الشرق الأوسط، حول قيام الولايات المتحدة بافتتاح مراكز طبية في العديد من البلدان، والهدف المعلن هو تحسين الصحة، إلا أن هذه المراكز، في الحقيقة، تم ويتم استخدامها لإنتاج أنواع جديدة من الأسلحة البيولوجية.

سنحاول في هذه المقالة إلقاء الضوء على بعض جوانب هذه القضية وحيثياتها المختلفة.
يرتبط، في الواقع، السعي الأمريكي لإنشاء مخابر لإنتاج الأسلحة البيولوجية في بلدانٍ أخرى بعدة عوامل أهمها:
تتمتع الأسلحة البيولوجية، وبخلاف أسلحة الدمار الشامل الأخرى
بالقدرة على الاستنساخ الذاتي وبالتالي فإن أي تسرب قد يؤدي إلى انتشار واسع للأمراض والأوبئة
علاوة على ذلك فإنه من الممكن إجراء تجارب على السكان المحليين
وبدون موافقتهم في البلدان التي تتحكم واشنطن بقرارها السياسي

إضافةً إلى ماسبق يصبح من الصعب مساءلة الولايات المتحدة حول خرقها لإعلان جنيف لعام 1972، الذي يمنع تطوير وإنتاج الأسلحة البيولوجية.

تبين التحقيقات الصحفية أن الجهة المسؤولة عن بناء هذه المراكز الطبية هي: Defense Threat Reduction Agency –
وكالة الحد من التهديدات DTRA، وهي أحد أجهزة وزارة الدفاع الأمريكية
التي تم تأسيسها في الأول من أكتوبر من عام 1998، يقع مقرها في فورت بيلوار في ولاية فيرجينيا.
الهدف المعلن من إنشائها هو حماية الولايات المتحدة من تهديدات أسلحة الدمار الشامل
(الكيميائية، البيولوجية، الإشعاعية، النووية، المتفجرات الصاعقة).

الوظائف الأساسية لهذه الوكالة هي: الحد من التهديدات، التحكم بالتهديدات، الدعم القتالي، تطوير التكنولوجيا. وفقاً لهذه التحقيقات، فلقد أنشأ البنتاغون حوالي 25 مركزاً طبياً لإنتاج واختبار الأسلحة البيولوجية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، الشرق الأوسط، جنوب شرق آسيا، أفريقيا.

وقد يكون من الصعب، في مقالتنا المختصرة هذه، تناول جميع المراكز المذكورة
بالبحث و التمحيص و التحليل، لذلك سنكتفي بدراسة بعضها فقط.
سنبدأ دراستنا من جمهورية جورجيا، حيث حمل المركز الذي تم تأسيسه هناك اسم
(المركز الوطني لمراقبة الأمراض والصحة المجتمعية) أو مركز لوغار، وتم افتتاحه في 18 آذار 2011، إلا أنه لم ينتبه أحد إلى وجود نائب وزير الدفاع الأمريكي
أندرو ويبر، في حفل الافتتاح وليس الصحة. كما ترأست هذا المركز السيدة آنّا جفانيا

والتي كانت حتى شهر فبراير من عام 2008 رئيسة لجهاز الاستخبارات الجورجي، الذي يتبع لوزارة الدفاع وليس لوزراة الصحة. في هذا المركز، تقوم بالأبحاث والدراسات مجموعة من الشركات الأمريكية الخاصة، الممولة من وكالة الحد من التهديدات DTRA، إذ أن وجود الشركات الخاصة يعفي وزارة الدفاع من المساءلة أمام الكونغرس الأمريكي.

يبدو لنا أن أبحاث مركز لوغار كانت تتمحور بشكل أساسي
حول حرب بيولوجية باستخدام الحشرات، أو الحشرات الحاملة للأمراض والأوبئة
مثل القراديات والذباب والبعوض … الخ. وهناك العديد من القرائن التي تؤكد هذه النتيجة:

-بدأ سكان العاصمة تبليسي منذ العام 2015 ملاحظة انتشار الذباب على مدار السنة، مع العلم أنه في السابق لم يكن ينتشر هذا النوع إلا في الصيف.

منذ عام 2014، كان مثيراً للدهشة بالنسبة لعلماء الحشرات
في جورجيا بدء ظهور بعض أنواع البعوض الاستوائي
الحامل لفيروس الحمى الصفراء، ولقد انتشرت هذه الأنواع لاحقاً
في مقاطعة كراسنادرا الروسية وشمال شرق تركيا.
تمَّ، بين عامي 2013-2016، جمع عشرات الآلاف من القرّاديات، من الأرض ومن الماشية
إلا أن ذلك لم يؤدي إلى تقليص عدد الوفيات الناجمة عن قرصة القرّاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »